الشمعدان من أقدم وأهم الرموز الدينية المقدسة لدى الشعب اليهودي والتي تعنيي لهم الكثير من القيم الإيمانية ، ويحظى الشمعدان عندهم باهتمام بالغ ، فتواجد شمعدان أو صورة أو نقش له في منازل اليهود أو مبانيهم العامة أوالحكومية أيضا ً أمر مألوف جدا ً ، ويوجد ذكر الشمعدان في كتبهم المقدسة المكتوبة باللغة العبرية بإسم ( Menorah ) أما النسخ العربية فيعرف بإسم ( المنارة ) .
وهناك ثلاثة أنواع من الشمعدان ، فهناك السداسي والسباعي والتساعي ( ذو الأغصان التسعة ) ، لكن المعتمد عندهم الآن هو السباعي ( ذو الأغصان السبعة ) .
وكانوا قد استعملوا السداسي لفترة من الزمان وذلك بسبب الاعتقاد الذي تنامى لديهم بعد تدمير الهيكل ، وكان مضمون ذلك الاعتقاد هو أنه لا يجوز إعادة صنع الأشياء المماثلة للتي دمرت مع دمار الهيكل ، وبسبب ذلك استعاضوا بصنع الشمعدان السداسي ، واستعملوه بدلا ً من السباعي ، لكنهم ما لبثوا أن تركوا السداسي وعادوا إلى السباعي وتغلبوا على ذلك الاعتقاد بالإحتيال عليه كعادة اليهود دائما ، وذلك بأن جعلوا الشمعدان مزوداً بالشموع و حديثا ً استخدموا الكهرباء لإضاءته ، وبهذا أصبح لا يشبه الشمعدان القديم الذي كان يستخدم فيه الزيت .
أما التساعي فهم يستخدمونه في عيد الشموع أو عيد الإهداء ( Chanukah ) كتذكار بنجاح الثورة المكابية ضد الرومان عام 165 ق.م وتطهير المسجد الأقصى من الأوثان على حد زعمهم ، وإحياء لذكرى المعجزة التي حدثت بعد ذلك الانتصار ، وتلك المعجزة العجيبة على حد وصفهم هي أن الشمعدان أضاء لمدة ثمانية أيام بزيت لا يكفي إلا ليوم واحد ، ولم يكن يوجد إلا تلك الكمية القليلة من زيت الزيتون لم يدنسها الرومان ، ليستخدم في إضاءة المعبد .
وفي عيد الشموع يضيؤون الشمعدان التساعي لمدة أيام العيد الثمانية ، فالقيمة الدينية عندهم للشمعدان التساعي تتمثل في هذا العيد ، وهو بلا شك أقل تعظيما عندهم إلى حد كبير من السباعي الذي يرمز حسب زعمهم لأمة إسرائيل ومهمتها أن تكون قدوة للسلام ونورا ً يضيء للأمم امتثالا لقول الرب تعالى : ( لا بالقدرة ولا بالقوة تنجح لكن بروحي ) زكريا 4:1-6 .
وبإختصار فالشمعدان الذي يشار إليه عندهم والمعني بالنبوءات هو السباعي أي ذو الأغصان السبعة ، وهو سر من الأسرار التي يحرص اليهود على كتمانها كعادتهم .