(واج ) الأحد 3 جويلية 2011 12 : 54
تكثيف المساعي الإفريقية لحل للازمة الليبية: الرئيس زوما يلتقي يوم غد في موسكو مجموعة الاتصال
الجزائر - يجري رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما يوم غد الاثنين في روسيا محادثات مع مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا في إطار المساعي الإفريقية الهادفة إلى إيجاد حل للازمة التي تعصف بهذا البلد منذ أزيد من أربعة أشهر.
وتأتي هذه المساعي مباشرة عقب اختتام أشغال القمة الإفريقية بغينيا الاستوائية التي تبنت اقتراحات جاءت في "الاتفاق الإطار" الذي توصلت إليه اللجنة الخاصة رفيعة المستوى على أساس خارطة طريق الاتحاد الإفريقي.
وفي اطار الجهود التي يواصل الاتحاد الافريقي بذلها لايجاد حل سياسي للازمة في ليبيا عبر الحوار أعلنت وزارة الخارجية لجنوب إفريقيا عن زيارة يقوم بها اليوم الرئيس الجنوب افريقى- الذي يعتبر أحد أعضاء لجنة الاتحاد الافريقي العليا المعنية بحل الازمة في ليبيا- الى روسيا بدعوة من هذه الاخيرة لاجراء محادثات مع مجموعة الاتصال بشأن ليبيا.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي غادر فيه جاكوب زوما غينيا الاستوائية في ختام أشغال الدور ال 17 للاتحاد الإفريقي التي تبنت خلالها المنظمة الإفريقية نصا ليستخدم ك"قاعدة" لمفاوضات مقبلة بين طرفي الصراع في ليبيا. ويذكر أن الرئيس زوما كان قد توجه بتفويض من الاتحاد الإفريقي في أواخر شهر ماي الماضي إلى طرابلس للقاء الزعيم الليبي معمر القذافي ومحاولة للقيام بوساطة الا أنها لم تحقق الهدف المنشود.
قد قدمت" لجنة الاتحاد الافريقي العليا المعنية بحل الازمة في ليبيا" رسميا أول أمس مقترحاتها الى الأطراف الليبية بهدف التوصل الى "اتفاقية اطارية" حول حل سياسي للأزمة في البلاد وذلك وفقا لمشروع "الاتفاق الاطاري" الذي أقرته الدورة ال17 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي في مالابو.
وقدمت هذه المقترحات في سياق "خارطة الطريق" التي اقترحها الاتحاد الافريقي بهدف ايجاد حل سلمي للازمة في ليبيا وبموجب بيان اجتماع لجنة الاتحاد الافريقي العليا الذي عقد في بريتوريا الاحد الماضي وايضا بموجب اعلان العقيد الليبي معمر القذافي التزامه بعملية حوار شامل بمشاركة المجلس الوطني الانتقالي في مدينة بنغازي معقل المتمردين ضد نظام القذافى حسبما جاء في بيان أصدره الاتحاد الافريقي في أديس أبابا.
وأضاف البيان أن هذه المقترحات "تتسق أيضا مع قراري مجلس الامن التابع للامم المتحدة رقمي 1970 و 1973 وتهدف الى وضع حد للازمة الحالية وضمان حماية فعالة للسكان المدنيين بما يشمل توفير الدعم الانساني واستهلال عملية سياسية تؤدي الى الوفاء بالطموحات المشروعة للشعب الليبي في الديمقراطية وحكم القانون والحكم الرشيد واحترام حقوق الانسان".
وأشار البيان الى أنه من المتوقع عقد مفاوضات في اديس ابابا قريبا بين الاطراف المعنية لمناقشة هذه المقترحات. وبالموازاة مع هذه الانجازات "الهامة" التي تحققها الوساطة الافريقية أكد رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي أن الحوار "يبقى الحل الوحيد"لوضع حد للازمة التي تعصف ببلاده.وقال المحمودي أن "هناك حوارات قائمة بالفعل مع المعارضة في النرويج والقاهرة وأنها تمتد لحوار أوسع مع المعارضين الليبيين".
وفي ذات السياق رحب ممثل المجلس الانتقالي الليبي في باريس منصور سيف النصر بإسم المعارضة بالخطوة الإفريقية لحل الأزمة الليبية معربا عن استعداد المجلس لوقف القتال "إذا وافق" الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي على التنحي عن السلطة.
ويذكر أن لجنة الاتحاد الافريقي العليا المعنية بحل الازمة في ليبيا كانت قد قدمت رسميا أول أمس في مالابو مقترحاتها إلى الأطراف الليبية بهدف التوصل الى "اتفاقية اطارية" حول حل سياسي للأزمة في البلاد وفقا لمشروع "الاتفاق الاطاري" الذي أقرته الدورة ال17 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي. وميدانيا تبقى المواجهة سيدة الموقف حيث كثف حلف شمال الأطلسي/الناتو/ من غاراته على أنحاء غرب ليبيا خلال الأيام الماضية اذ أعلن عن تدمير 50 هدفا عسكريا لمواجهة تعزيز قوات القذافي لمواقعها قرب المدن الرئيسية بالمنطقة.
وتركز العمليات التي باشرها الحلف على مدار الساعة منذ الإثنين الماضي على المنطقة الممتدة من "جبل نفوسة" قرب الحدود التونسية إلى مدينة "مصراتة" غرب العاصمة الليبية حسب بيان أصدره الناتو. وأوضح البيان أن ضربات الناتو الأخيرة " تأتي بعد تعزيز القوات الموالية للقذافي تواجدها في مناطق حضرية رئيسية وعلى خطوط اتصال رئيسية".
وأمام الضربات الاطلسية التي تتعرض لها قوات القذافي أكد المتمردون الليبيون أنهم يستعدون لشن هجوم كبير خلال اليومين القادمين لاستعادة مناطق في جنوب طرابلس كانوا خسروها أمام القوات الموالية للقذافى بهدف الاقتراب من العاصمة التي تعتبر معقل معمر القذافي.
وقال الناطق باسم المتمردين أحمد عمر الباني في بنغازي (شرق) "خلال اليومين القادمين ستحدث تطورات جديدة على خط الجبهة" مشيرا الى أن المتمردين "يريدون تحويل خط الجبهة نحو الشمال في اتجاه طرابلس".