اعتبرته خرقا للقرار الأممي المتعلق بفرض حظر على الأسلحة إلى ليبيا
الجزائر ترفض إنزال فرنسا لشحنات من الأسلحة إلى ''ثوار'' بنغازي
11-07-2011
الجزائر: عثمان لحياني
وزير تونسي: ''حصلنا على دعم بوتفليقة لثورة تونس، ومشكل عمل الجزائريين سيحل قريبا''
أعلنت الحكومة الجزائرية رفضها تزويد الثوار الليبيين بالأسلحة، ودعت إلى احترام القرار الأممي المتعلق بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، وأكدت الحكومة التونسية مشاطرتها لموقف الجزائر
المعارض لاعتماد خيار السلاح لحل الأزمة في ليبيا.
قال وزير الخارجية مراد مدلسي في ندوة صحفية مشتركة عقدها مع نظيره التونسي المولد الكافي، مساء أول أمس، أن الجزائر ترفض هذه الأعمال، وتعتبرها خرقا واضحا للقرار الأممي المتضمن فرض حظر على الأسلحة إلى ليبيا، وفقا للائحة قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بليبيا، وأكد مدلسي أن ''المستقبل سيحكم أن الذين يساعدون الليبيين على استئناف لغة السلام، هم من يصنعون التاريخ، وليس أولئك الذين يساعدونهم على الاقتتال''، مضيفا ''لقد أصبح جليا عدم جدوى الحل العسكري، والمسعى السياسي هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة''.
وكان مدلسي يرد على سؤال حول موقف الجزائر من إقرار فرنسا بإنزالها أسلحة إلى الثوار الليبيين الذين يقاتلون كتائب القذافي، وأكد مدلسي أن الجزائر مستعدة لتقديم يد العون إلى الأشقاء الليبيين من أجل الالتقاء والتحاور للتوصل إلى حل سلمي للأزمة المتصاعدة في ليبيا، مشيرا إلى أن الخطة التي اقترحها الاتحاد الإفريقي، والتي توصلت إليها قمة غينيا الاستوائية، يمكن أن تشكل الإطار الأمثل لحل الأزمة الليبية، قائلا ''نأمل في لقاء قريب للأشقاء الليبيين بعضهم البعض لاستعادة دولتهم ومؤسساتهم وبناء ليبيا جديدة، نحن بحاجة إليها''. وأشار مدلسي ردا على سؤال لـ''الخبر'' حول إمكانية احتضان الجزائر لهذه المفاوضات أن ''بلادنا من بين الدول التي كانت تدعم الحل السلمي منذ بداية الأزمة، وقمنا بعمل جبار في المحافل الدولية لإقناع العالم باستحالة أن يحقق الحل العسكري تسوية للأزمة، وأكدنا أن الحوار السياسي يبقى السبيل الوحيد الذي من شأنه أن يسمح بالخروج من الأزمة في ليبيا''.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية التونسي المولدي الكافي أن ''الحل العسكري ليس أحسن حل، كما أنه لا يخدم لا مصالح الشعب الليبي، ولا الجزائر، ولا تونس''، وأكد استعداد تونس والجزائر للعب دور محوري في حل الأزمة الليبية، بصفتهما بلدا الجوار ''نحن البلدان اللذان نواجه بشكل مباشر تداعيات الأزمة، في تونس مثلا هناك نصف مليون لاجىء، بينهم 100 ألف ليبي''، وجدد دعم بلاده للجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تسوية النزاع الليبي، بما فيها خارطة الطريق للاتحاد الإفريقي ''لا فرق بين الليبي الذي يسكن في طرابلس والذي يسكن في بنغازي''. وعبر الوزير التونسي عن ''مخاوف من إمكانية توصل مجمعات إرهابية للاستفادة من انتشار السلاح في ليبيا، لذلك نعمل على أن نتعاون مع الجزائر في مكافحة الإرهاب ومواجهة أية مخاطر أمنية''. وعلى صعيد العلاقات الثنائية الجزائرية التونسية ثمن الوزير التونسي ''الدعم المعنوي والمادي الذي قدمته الجزائر والرئيس بوتفليقة لثورة تونس''، وأشار إلى أن الجزائر تعد على الصعيد الاقتصادي أول شريك لتونس في العالم العربي وإفريقيا، ونفى الأخبار التي راجت قبل أيام بشأن تعرض رعايا جزائريين لاعتداءات في تونس، ووصفها بأنها '' انفلات إعلامي''، وأكد أن ''تونس تعامل الرعايا الجزائريين على أنهم إخوة ومواطنون''، ودعا الجزائريين إلى الاستفادة من المزايا السياحية التي توفرها تونس، مشيرا إلى أن مشكل حق العمل والتوظيف للجزائريين المقيمين في تونس منذ 2007، سيتم حله قريبا عند التوقيع على الاتفاقية القنصلية.
وقال مدلسي في هذا الشأن إن ''التعاون بين الجزائر وتونس يعد إيجابيا، خاصة منذ ثورة 14 جانفي الفارط، في مجالات عديدة مثل الطاقة والتجارة، ونعمل على توسيعه إلى مجالات السياحة حيث تتمتع تونس بتجربة كبيرة''.
وكان وزير الشؤون الخارجية التونسي قد وصل مساء أول أمس إلى الجزائر في زيارة عمل تدوم ثلاثة أيام، للمشاركة في أعمال الدورة السادسة للجنة التشاور السياسي بين الجزائر وتونس.