الشروق" تكشف اعتراف "الجماعة الإسلامية" في وثيقة نادرة:
القذافي طلب لقاء جمال زيتوني لتموين "الجيا" بالمال والسلاح والذخيرة !
2011.07.12
سفيان/ع
تحصلت "الشروق" على نسخة نادرة من نشرية "الجماعة" لسان حال التنظيم الارهابي الأكثر دموية في الجزائر، الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا"، وهذا العدد كان قد صدر في شهر سبتمبر من عام 1996، وفيه مواضيع مختلفة، بينها لقاء أجرته مع أميرها أنذاك الدموي "عنتر زوابري" الذي قضت عليه قوات الأمن في 2002، حيث راح في حديثه يبرر جرائم قتل الشعب وفق عقيدة التترس، وذلك بالسيارات المفخخة والتفجيرات والمجازر.
إلى جانب تقارير وبيانات أخرى عن النشاطات الإرهابية للجماعة التي كانت تستهدف الشعب الجزائري وقوات الأمن، وأيضا فتاوى المسمّى "عمر محمود عثمان" وكنيته "أبو قتادة الفلسطيني" المقيم بالعاصمة البريطانية لندن والمعتقل حاليا، والتي أجاز فيها العمليات الانتحارية وذبح المدنيين وسبي وقتل النساء والأطفال.
ومن بين المواضيع التي تحتويها النشرية، تقرير عنوانه "كشف حقائق حول مؤامرة "الجزأرة المارقة لاحتواء الجماعة الإسلامية المسلحة"، فيه معلومات عن الصراعات التي كانت قائمة بين التنظيمات الإرهابية، ومحاولات الاحتواء التي حدثت بين الأجنحة التكفيرية المختلفة، والأسباب التي دفعت أمير التنظيم، جمال زيتوني المدعو "أبوعبد الرحمن أمين"، إلى تصفية بعض كوادر "الجزأرة" بينهم القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، محمد السعيد ورفيقه عبد الرزاق رجام، والذي أكدت الوثيقة أن زيتوني أمر بقتلهما مع آخرين بينهم سليمان بوسعدونة وبشير تركمان.
وقد أكدت نشرية "الجماعة" أن المدعو "محفوظ طاجين" الذي شغل منصب نائب الأمير الوطني لـ "الجيا" شريف قواسمي ثم أميرا وطنيا لفترة محدودة، قام بطريقة سرية بإرسال مجموعات إلى لبنان وسورية، بالرغم من أن جمال زيتوني أمره بالتوقف عن ذلك بعد الدفعة الأولى، حسب ما تحدثت عنه "الجيا".
ولم يكشف التقرير عن مصير هذه البعثات التي تدرّبت في معاقل "حزب الله"، وإن كانت مصادر مختلفة ذهبت إلى أنهم عادوا للجزائر والتحقوا بمعاقل الإرهاب وبينهم من تمّ القضاء عليه ويوجد من لا يزال رهن الاعتقال في السجون بعدما ألقي القبض عليه، كما ورد في دراسة الكاتب الصحفي أنور مالك "أسرار الشيعة وعلاقتهم بالإرهاب في الجزائر" التي شرعت "الشروق" في نشرها منذ 27 جوان الماضي.
الخطير فيما أوردته مجلة التنظيم الإرهابي المنقرض، أن المدعو "محفوظ طاجين" قد اقترح على "جمال زيتوني" عقد لقاء مع الزعيم الليبي معمر القذافي، والهدف منه "الاتفاق على تمويل الجماعة بالأموال والسلاح والذخيرة والعتاد". وإن كانت "الجيا" لم توضح أسباب هذا الاقتراح، إلا أن بعض قدماء التنظيم كشفوا أن "محفوظ طاجين" خلال الفترة التي قضاها بين سورية ولبنان قد التقى بضباط مخابرات ليبيين كانوا يعملون في سفارة الجماهيرية بدمشق وبيروت، وجرى التواصل بينهم على ضرورة التنسيق والتعاون الذي لم يتمّ تسريب محتواه، "ولا يمكن أن يتمّ الاقتراح إلا في حال وجود اتفاق مسبق مع القذافي" يعلق أحد عناصر "الجيا" المفرج عنه في مارس 2006 بعد استفادته من ميثاق السلم.
وهو ما يؤكد أن القذافي حاول احتواء "الجيا" عن طريق "محفوظ طاجين" وعبر وسائط إيرانية، خاصة أن التقرير نفسه يشير إلى اقتراح محفوظ أيضا "الالتقاء بوزير الداخلية الإيراني لنفس الغرض" وكذلك مع مسؤول سوداني لم يكشف عن هويته.
وعن مصير طاجين أكدت "الجيا" في تقريرها، أنه ألقي عليه القبض وتم استنطاقه وأخذ المعلومات منه، التي فضحت أنه كان على اتصالات موثقة مع معمر القذافي وحزب الله اللبناني والنظام الإيراني ومع حركة الجهاد الإسلامي وكانت له مراسلات مع فتحي الشقاقي، والذي كما ورد في الدراسة أنه لعب دورا بارزا في وصول مجموعات من "الجيا" للتدرب بمعاقل "حزب الله"، وأشارت أن "الجيا" حصلت على تلك المراسلات، وبعدها أمر جمال زيتوني بتصفيته!.