الجزائر الغائب الوحيد فنيا وتلفزيونيا عن العمل في العالم الإسلامي
مسلسل الفتنة الكبرى يثير فتنة شيعية سنية قبل بثه في رمضان
2011.07.12
ناصر
صار وشيكا موعد بث مسلسل تاريخي بعنوان الفتنة الكبرى، الذي يتناول الحقبة التي ميّزت العالم الإسلامي بعد مقتل ثالث الخلفاء الراشدين، عثمان بن عفان رضي الله عنه، عبر العديد من الفضائيات العربية، مثل الحياة وروتانا خليجية والمصرية والتحرير
وحتى الفضائيات التونسية والمغربية والسودانية، في مختلف الدول العربية، باستثناء القناة الجزائرية التي لم تشتر هذا العمل الذي استهلك قرابة الأربع سنوات، وهو من إخراج عبد الباري أبو الخير، وبطولة الممثل السوري الكبير رشيد عساف، الذي سيلعب دور الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان، ويضمّ هذا العمل التاريخي السياسي نجوما من كل الأقطار العربية، كما يشارك إيرانيون ومسلمون من الجمهوريات السوفياتية في الماكياج واللباس، والأتراك في موسيقى العمل التلفزيوني..
المسلسل الذي يقال إنه كلف قرابة العشرة ملايين أورو، تم تصويره في كثير من الدول العربية، مثل مصر والمغرب والعراق ولبنان، ودول الخليج العربي، وإضافة إلى نوع العمل الأول الذي يتناول الفتنة الكبرى في فجر الإسلام، والتي مازالت تداعياتها لحد الآن، فإنه صوّر حفيدي الرسول صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، الذي يتقمص شخصيته الممثل خالد معويري، والحسين بن علي، الذي يتقمص شخصيته الممثل محمد المجالي، وهو ما أثار انتقادات شديدة من إيرانيين وعراقيين، تساءلوا كيف يتم تشخيص حفيدي الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يتم تشخيص الخلفاء الراشدين، ومنهم عثمان بن عفان، في الوقت الذي يتم التطرق في المسلسل إلى سيرة الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، المتسبب الأول في مقتل الحسين رضي الله عنه، وهو الخليفة الذي يلعنه أهل الشيعة في صلاتهم، والمثير في المسلسل أنه يصوّر معركتي الجمل وصفين اللتين شارك فيهما عظماء الإسلام، والمبشرون بالجنة مثل طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعمار بن ياسر، والسيدة عائشة أم المؤمنين، وعلي بن أبي طالب وابنيه، وهما معركتان صعبت الكتابة عنهما ولم ينجح إلا القليل من كتاب العالم الإسلامي في التطرق لهما، مثل عباس محمود العقاد، وأحمد أمين، وسيتحول شهر رمضان بالتأكيد إلى فتنة جديدة، وسيُقرأ المسلسل بقراءات كثيرة، خاصة أن أسماء الممثلين ومكان التصوير خليط بين السنة والشيعة، كما أن فترة بثه مع تواصل التطاحن بين المذهبين في العراق والفتنة القائمة في سوريا بين طرفين، أحدهما علوي حاكم قريب من الشيعة، والثاني سني معارض، قد يجعل من مسلسل الفتنة الكبرى قنبلة أعمال رمضان الدرامية، خاصة أن بعض رواد الفايس بوك بدأوا في شن إشهار لمتابعته، وآخرين في شن حملة لمقاطعته.. يذكر أن "الفتنة الكبرى.. علي وبنوه" ـ رضي الله عنهم ـ هو واحد من أشهر كتب عميد الأدب العربي طه حسين، والذي فجرّ غضب الإسلاميين في مصر، ومازالوا يتهمونه لحد الآن بالإلحاد، بسبب انتقاده اللاذع للكثير من الصحابة.