احتجاجات عنيقة وقوات الأمن تتدخل عبر عدة ولايات
انقطاع الكهرباء يفجر اعمال شغب ضد سونلغاز ومخاوف من رمضان مظلم
2011.07.12
رشيد.ش/ حسناء.ب /حسان.ز
الحرارة تدخل الأطفال وكبار السن المستشفيات وتفرض حظر تجوال على الجزائريين
تواصلت الاحتجاجات على انقطاع التيار بولاية الوادي، وأخذت شكل مواجهات عنيفة مع الشرطة، التي أطلقت عيارات تحذيرية، وشهدت البليدة أحداثا أقل حدة، وفي كلتا الولايتين حُمّلت "سونلغاز" المسؤولية، على خلاف إيعكوران بتيزي وزو، التي كان انقطاع التيار بها، بفعل قيام مجهولين بسرقة الكوابل.
عاشت تسع بلديات في ولاية الوادي ليلة أول أمس أعمال شغب، على خلفية الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، حيث خربت 04 مقرات لشركة سونلغاز ومبنيي بلديتين ودائرة ومكتبي بريد بالإضافة إلى تحطيم أعمدة الإنارة الكهربائية، في حين أصيب شرطي بجروح وتوقيف 15 شابا عقب مواجهات بين الشباب وقوات مكافحة الشغب، التي أطلقت عيارات تحذيرية لمنع المحتجين من حرق مرافق عمومية بتغزوت وحاسي خليفة، فضلا عن استعمال الغازات المسيلة للدموع.
وشهدت بلدية تغزوت التي تبعد عن عاصمة الولاية بـ14 كلم أعنف تلك المواجهات بعد أن أقدم المئات من شباب البلدية عقب صلاة العشاء ليلة الإثنين إلى الثلاثاء على قطع الطريق الوطني رقم 48 الذي يعبر البلدية، كما توجهوا إلى مقر البلدية ورشقوها بالحجارة، مما أدى إلى تحطيم كلي لزجاج النوافذ والمدخل الرئيسي، ناهيك عن تحطيم معظم السيارات التي كانت مركونة في حظيرة البلدية، هذا وردد المنتفضون شعارات منددة بشركة سونلغاز. كما تعرض مكتب "بريد الجزائر" للحرق في جزء منه للحرق. ولم يتوقف الغليان إلا بعد ساعة متأخرة من صباح الثلاثاء. أما في بلدية حاسي خليفة فقد خرج في نفس الليلة الغاضبون، جراء انقطاع التيار الكهربائي وهاجموا مقر بريد الجزائر، واستولوا على عدد من التجهيزات الإلكترونية وشلوا حركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 16، الذي يصل الحدود مع تونس. زيادة على محاصرة مقر شركة سونلغاز لساعات طويلة قبل أن يتم تعزيز الموقف بوصول المئات من رجال مكافحة الشغب، ولم يعد الهدوء إلى المنطقة سوى في حدود الساعة الثالثة من صباح أمس. الأجواء عرفتها بلدية الرباح وذلك للأسباب ذاتها حيث اقتحم الشباب مقر الدائرة وخربوا التجهيزات، وشهد مقر البلدية عملية رشق بالحجارة. كما تعرضت مصلحة الحالة المدنية ببلدية البياضة للتخريب والنهب. وشهدت نهار أمس بلديات المقرن، الرقيبة، كونين، رماس، قمار والدبيلة فعاليات منددة بـ "سونلغاز". وبالبليدة، احتج مساء أول أمس عشرات المواطنين بحي بابا الزاوية بأولاد يعيش تنديدا بالانقطاعات المتكررة التي يشهدها التيار الكهربائي، حيث أقدموا على غلق الطريق المؤدي إلى وسط مدينة البليدة.
وفي سياق متصل، علمت "الشروق" من مصادر محلية، أن مجموعة مجهولة الهوية أقدمت نهار أول أمس على الاستيلاء على 1500 متر من الكوابل الكهربائية من الشبكة العادية ذات الضغط المنخفض، وهذا على مستوى مدخل القرية المسماة "أحميل" جنوب بلدية إيعكوران بدائرة عزازڤة وعلى بعد حوالي 54 كلم جنوب شرق مدينة تيزي وزو، وحسب مصادرنا فقد عمد المجهولون على الاستيلاء على الكوابل الكهربائية في وضح النهار وتسبّبوا في قطع التيار الكهربائي على جميع القرى الجنوبية المحيطة بالمنطقة.
أعلن عودتها إلى معدلاتها الطبيعية بداية من 24 جويلية
بوناطيرو: الحرارة لن تحدث زلزالا
لطيفة بلحاج
نفى الخبير في علم الفلك وجيوفيزياء لوط بوناطيرو أمس أن يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى حدوث زلازل، مؤكدا بأن المتابعة اليومية للنشاط الزلزالي لم تثبت وجود عوامل تنبئ بحركة جيولوجية غير عادية، موضحا بأن درجات الحرارة ستعود إلى معدلاتها الطبيعية بداية من شهر جويلية الحالي، تاريخ بداية ما يعرف بمرحلة الصمايم.
وقال بوناطيرو في تصريح للشروق بأن الزلازل التي تم تسجيلها مؤخرا، بما فيها زلزال عين طاية بالعاصمة يندرج ضمن النشاط الزلزالي العادي، مؤكدا بأنه لم يتم لحد الآن ومن خلال المراقبة المستمرة لحركة الطبقات الأرضية تسجيل أي مؤشرات غير عادية تنبئ بحدوث حركة زلزالية قوية، على غرار زلزال بومرداس، نافيا إمكانية أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الأيام إلى وقوع زلزال، عكس ما يعتقده الكثيرون.
وتوقع الخبير في علم الفلك أن يكون الفاتح أوت أول أيام شهر رمضان، مستندا في ذلك إلى دراسة أجراها مؤخرا، مؤكدا بأن درجات الحرارة ستعود إلى معدلاتها الطبيعية بعد 24 جويلية، حيث تبدأ ما يعرف بمرحلة الصمايم وتستمر إلى غاية 31 أوت المقبل، ويتميز الطقس خلالها بارتفاع درجات الحرارة خلال النهار، دون أن تتجاوز معدلاتها الطبيعية، في حين سيتم تسجيل نسمات منعشة في الليل، مما سيخفف على المواطنين عناء الصيام والشعور بالانزعاج والقلق جراء الحر.
وفي تقدير بوناطيرو فإن الحرارة التي مست أغلب ولايات الوطن خلال هذا الأسبوع هي جد عادية، وهي مرتبطة بنشاط الشمس الذي يدوم 11 سنة والذي بدأ السنة الماضية، وخلال هذه الفترة تستمر درجة الحرارة في الصعود أثناء فترة الصيف لكن بشكل طفيف، وذلك على مدى خمس سنوات، لتعاود النزول بالتدريج في الخمس سنوات الأخرى إلى غاية أن يبلغ النشاط الشمسي ذروته بعد انقضاء 11 عاما، ودعم المتحدث كلامه بالتأكيد على أن المرحلة الأولى للنشاط الشمسي يكون الشتاء باردا وممطرا، وهو ما تم تسجيله العام الماضي فقد امتلأت السدود بنسبة 75 في المائة.
موضحا بأن الفترة الحالية تعرف بتذبذب درجات الحرارة، التي قد ترتفع عن معدلاتها الطبيعية بشكل ملفت للانتباه، أو تنخفض إلى درجات لا يمكن توقعها.
وأعلن بوناطيرو بأن درجات الحرارة خلال رمضان، أي ما يسمى بمرحلة "الصمايم" ستتراوح ما بين 28 و30 درجة بالولايات الشمالية، وحوالي 45 درجة بالجنوب، مع إضافة درجة أو درجتين إضافيتين مقارنة بالعام الماضي بسبب النشاط الشمسي