أرجع المختصون في الأمراض النفسية ارتفاع عدد المصابين بالاكتئاب خاصة، وبالأمراض النفسية عامة إلى التحولات المتسارعة التي عرفتها دول العالم، ومن بينها المغرب، سواء تعلق الأمر بالجانب الاقتصادي أو الاجتماعي ونمط العيش والتغذية التي هي الأخرى تساهم بشكل أو بآخر في ذلك وعند الرجوع إلى آخر دراسة وطنية أجرتها وزارة الصحة في مجال الصحة النفسية على 6 آلاف شخص تفوق أعمارهم 15 سنة، فإن 48,9 في المئة من العينة عرفت على الأقل اضطرابا عقليا بسيطا (كالأرق، والقلق، والتشنج اللاإرادي، والاكتئاب، وغيرها من الأعراض)، وقد جاء مرض الاكتئاب في المقدمة بنسبة 26,5 في المئة حسب نفس الدراسة. أما عن العلاجات المتوافرة فهي عديدة لمرض الاكتئاب منها الدوائية عن طريق مضادات الاكتئاب وحصص العلاج النفسي وهي علاجات طبية محضة، ومنها علاجات أخرى كالطب الصيني والعلاج بالضوء والميزوتيرابي ولكنها أقل تداولا وأبسط العلاجات الممكنة هو علاج الاكتئاب عن طريق اتباع نظام حياتي وغذائي متوازن صحي وخاص بعلاج الاكتئاب قد يعطي نتائج إيجابية جدا في تحسين حالة المريض، مما قد يغني عن اللجوء لأي من العلاجات الأخرى حسب تشخيص الطبيب لنوع الاكتئاب، إلا أنه في جميع الأحوال ومهما كان نوع العلاج يبقى للتغذية الدور الأساسي في إنجاحه واجتناب حدوث انتكاسة بعد الشفاء من المرض، وحتى إذا تم اللجوء إلى أي من العلاجات الأخرى يبقى للعلاج الغذائي دوره المهم والفعال الذي لا يجب إغفاله كون سوء التغذية ونقصها تدخل ضمن عوامل الخطر المسببة للاكتئاب، إذ أن نقص بعض العناصر الغذائية المهمة لصحة جسم الإنسان ككل والجهاز العصبي، على سبيل المثال إن نقص الفيتامين ب6 خصوصا عند النساء اللائي يتناولن حبات منع الحمل.