كانوا على متن سيارة محملة بالمتفجرات
انتحاري يفجر نفسه ويقضي على إرهابيين كانا برفقته في الثنية
26-07-2011 الجزائر: سامر رياض
فجر انتحاري نفسه، أمس، على بعد أمتار من حاجز أمني على مستوى الطريق الوطني رقم 25 بالثنية في ولاية بومرداس، على مستوى منطقة أولاد علي، بعد تلقيه أمرا بالتوقف في حاجز أمني ثابت، كان يستعد أفراده لتوقيف السيارة بناء على معلومات مسبقة عن وجود انتحاري آخر في المركبة يود تسليم نفسه، وهو من قدم المعلومات حول خطة السير والوجهة لأهله عن طريق وسطاء استعدادا لتسليم نفسه، لكن رفيقه الانتحاري الثاني سارع إلى تفجير نفسه لحظات قبل توجيه أفراد الأمن طلقات نارية لمنع المركبة من مواصلة السير. ليقضي في التفجير كل من سائق السيارة التي كانت محملة بشحنة هامة من المتفجرات وإرهابيين أحدهما كان ينوي تسليم نفسه.
وتفيد المعلومات المتوفرة بأن الإرهابي الذي فجر نفسه يتجاوز سنه الثلاثين وهو من مواليد العاصمة، وكانت مهمته نفسها التي أوكلت لرفيقه الذي كان يود تسليم نفسه. وحدثت بينه وبين الإرهابي سائق السيارة والانتحاري الذي كان يود تسليم نفسه مناوشات كانت بادية لمصالح الأمن، ليحدث بعد فترة وجيزة الانفجار الذي قضى فيه الثلاثة. وتشير مصادر ''الخبر'' إلى أن الانتحاري الذي كان ينوي التوبة كان من بين من قدموا معلومات من قبل حول تحركات التنظيم، بعد تلاشي قناعته الجهادية وعزمه على التخلي عن العمل المسلح، وكان إلى جانب مجموعة أخرى ممن عرضوا أنفسهم لتنفيذ عمليات انتحارية قبل وخلال شهر رمضان، ليس سوى تمويها للحصول على أهم المعلومات من داخل التنظيم وتسريبها عن طريق وسطاء وأهاليهم، ثم الإفلات بعدها من معاقل التنظيم ثم تسليم أنفسهم.
وأشارت نفس المصادر إلى أن التنظيم أصبح يعتمد في تنفيذ هجمات مماثلة على ما يمكن تسميته بـ''المخطط والمخطط البديل''، بمعنى تكليف أكثـر من عنصر إرهابي في تنفيذ نفس العملية لتفادي عدم تنفيذها من خلال فرار أحد المكلفين بها أو كلاهما، بعد موجة اللاثقة التي يعرفها التنظيم، وبالتحديد في محيط أميره عبد المالك دروكدال الذي أصبحت علاقته بمقربيه، حسب شهادات تائبين، محدودة وتقتصر على عدد من أبناء منطقته دون غيرهم ممن يعتبرهم رجال ثقته، خوفا مما يسمونه الغدر والخيانة، بعد موجة التوبة وتسريب المعلومات الهامة حول تحركات التنظيم من معقله بأدق التفاصيل.
وكانت ''الخبر'' قد انفردت في عدد الجمعة بنشر موضوع حول نجاح الاختراق الأمني من خلال تجنيد قياديين للتنظيم يستعدون للتوبة وتسريب معلومات كان له الأثـر الكبير في إجهاض عدة مخططات، كما مكن الجهات الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب من الحصول على معلومات هامة عن طريق وسطاء ومقربي دروكدال، الذين أصبحوا أشد المعارضين لنهج هذا الأخير في عقر دار التنظيم.