قرأت ثلاثة أخبار عن المغرب في ثلاثة أيام، الأول حول مقتل جندي مغربي من طرف إرهابيين، وهذا ناتج عن تراخي قوات الأمن المغربية وعدم قدرتها على الضبط والربط، لكن الرباط مسحت «الموس» في جارتها الشرقية. والخبر الثاني، حول سقوط طائرة عسكرية وعلى متنها 73 عسكريا مغربيا، كانوا قرب الصحراء الغربية، التي يناضل الصحراويون من أجل استقلالها بالغالي والنفيس. ولم تقل الرباط في أي مهمة كانت الطائرة ومن على متنها. والخبر الثالث، الذي قرأته عن المغرب، هو شهادة وزير الخارجية الفرنسي الأسبق رلاون ديما، حول موافقة الحسن الثاني، الذي كان أميرا للمؤمنين، على جعل القدس الشريف عاصمة أبدية لإسرائيل. ومن سوء حظ المغرب، أن الأخبار الثلاثة مسيئة للشعب المغربي نفسه من جهة، وللصحراويين المناضلين من جهة ثانية، وللشعب الفلسطيني المعذب، ومن ورائه الشعوب العربية والإسلامية، من جهة ثالثة.
وماذا يمكن أن يقال عندما يمارس النظام المغربي سياسة مناوئة لشعبه ولجيرانه وللشعوب العربية كلها، غير وصف هذا النظام بأنه «فاشل وسيئ ومعادٍ للآخرين»، ولا يبحث عن سعادة شعبه أو يدافع عن قضايا أمته، وأن كل ما يهمه هو بقاء العرش، حتى على حساب قضايا الأمة المقدسة.. والدليل قائم.. أيوجد لدى المسلمين كلهم قضية أنبل وأقدس من قضية القدس؟ الجواب لا. لكن النظام المغربي، سواء كان الحسن الثاني أو محمد السادس، فعلها، ودهس هذه القضية المقدسة وهو يهرول ، ليحافظ على عرشه.