يكتبها: سعد بوعقبة
هاهو الوزير الجديد للإعلام، محمد السعيد، يواجه أول امتحان إعلامي، من خلال نشر إشاعة وفاة الرئيس بوتفليقة في سويسرا، وهي إشاعة ملأت البلاد طولا وعرضا. ومهنية الوزير الجديد تظهر هنا بكشف حقيقة الإشاعة، ومن كان وراءها من الجزائر، بطريقة تضع حدا نهائيا لمثل هذه الأعمال غير المسؤولة من أناس كانوا بالأساس في المسؤولية.
هل يقول لنا وزير الإعلام الحقيقة كاملة حول الموضوع؟ هل يقول لنا: إن الإشاعة كان وراءها وزير جزائري أبعد من الوزارة في التغيير الأخير؟! وأن الإشاعة انطلقت من مطعم الباسيون في بن عكنون، بإطلاق معلومة كاذبة أعطيت عمدا لصحيفة فلاحية سويسرية من طرف جزائريين ولم يذكرها أي أحد، لا في وكالات الأنباء العالمية ولا في قنوات التلفزة العالمية، ولكن وجدت لها صدى في المواقع الجزائرية على الأنترنات وفقط؟!
هل من الصدفة أيضا أن المعلومة يتلقفها موقع فرنسي على الأنترنات واسمه ALLAIN JULES. ويقول هذا الموقع بأنه غير متأكد من المعلومة، ولكنه يطلب من الحكومة الجزائرية أن تؤكد أو تنفيها، لأن الموقع له أصدقاء في الجزائر، لعل أحدهم كان في مطعم الباسيون حين طبخت الإشاعة.!
هل يتعامل الوزير الجديد، مهنيا، مع هذه الكوارث ويضع حدا نهائيا لمثل هذه الإشاعات التي تملأ البلد من حين لآخر حول صحة الرئيس؟! أم أنه هو الآخر يعتبر هذا ليس من اختصاصه مثل سابقيه؟!
هل يجرؤ الوزير الجديد على أن يكشف لنا علاقة هذه الإشاعة باللوبي الفرنسي في الجزائر في قطاع الإعلام، والذي تسرّبت له معلومة من ''الفربة الإعلامية'' المثقوبة في الجزائر، مفادها أن الرئيس بوتفليقة قد لا يستقبل وزيرة الفرنكوفونية بن فيفي، بحجة أنه غير موجود في الجزائر، فأراد هذا اللوبي أن يخرج الرئيس بحمله على الظهور في التلفزة لتكذيب الإشاعة؟!
هل فهمتم، الآن، لماذا كتبت أمس أدعو الوزير الجديد إلى اعتبار إعلام مؤسسات الدولة، كل المؤسسات، بما فيها إعلام الرئاسة من اختصاصه.. ومعالجة الأمور مهنيا بالشجاعة والمهنية المطلوبة؟!
ماذا لو كشف الوزير الجديد كل الحيثيات المتصلة بهذا الموضوع، بالأسماء والوقائع، وعرّى هؤلاء الذين كانوا رجال دولة عندما كانوا وزراء وأصبحوا أدوات إشاعة وتخلاط عندما أنهيت مهامهم.!
هل تفعلها ياسيادة الوزير؟! نحن ننتظر؟!
http://www.elkhabar.com/ar/noukta/301655.html