طرابلس تتحدث عن اختراق أمني أعقب احتجاجات على فيلم مسيء للرسول
سيناريو مقتل السفير الأمريكي في بنغازي
الخميس 13 سبتمبر 2012
الجزائر: مصطفى دالع الوكالات
واشنطن ترسل فرقة مختصة في مكافحة الإرهاب إلى ليبيا كلينتون: كيف يحدث هذا في بلد ساعدناه على التحرر؟
في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، قتل السفير الأمريكي في ليبيا ''اختناقا'' بعد حريق نتج عن قصف متظاهرين غاضبين مبنى القنصلية الأمريكية في بنغازي بقذائف ''الآر بي جي''، وقدمت السلطات الليبية اعتذارا رسميا للولايات المتحدة الأمريكية، فيما أدان الرئيس الأمريكي هذا الهجوم، مؤكداً رفض واشنطن لتشويه سمعة معتقدات الآخرين الدينية، وأرسلت أمريكا فرقة من مكافحة الإرهاب إلى ليبيا لحماية سفارتها في طرابلس.
أعلنت السلطات الليبية، أمس، مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة موظفين في القنصلية ببنغازي، في الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية، مساء أول أمس، احتجاجا على عرض فيلم مسيء للنبي محمد، وقال رئيس المؤتمر العام الليبي، محمد المقريف، في ندون صحفية مع رئيس الوزراء الكيب ''إنه يرفض استخدام أراضى ليبيا مسرحاً لعمليات انتقام وصفها بـ''الجبانة''.
أمريكا تتوعد بتقديم القتلة للعدالة وتنفي تأثير ذلك على العلاقات مع طرابلس
وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالعمل مع الحكومة الليبية لتقديم قتلة السفير الأمريكي وثلاثة دبلوماسيين آخرين في ليبيا للعدالة.
من جهتها أدانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الهجوم وقالت إنه من عمل ''مجموعة صغيرة وهمجية''، لكن العلاقات الأمريكية الليبية لن تتأثر.
وقالت كلينتون ''أسأل نفسي.. كيف يمكن أن يحدث هذا؟ كيف يمكن أن يحدث هذا في بلد ساعدناه على التحرر.. في مدينة ساعدنا على إنقاذها من الدمار؟''.
وفي السياق أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أن واشنطن سترسل فريقا لمكافحة الإرهاب من قوات مشاة البحرية الأمريكية ''المارينز''، إلى ليبيا، لتعزيز الحماية (في السفارة الأمريكية في طرابلس) بعد الهجوم الدموي على القنصلية الأمريكية في بنغازي، وذكرت مصادر إعلامية أن عدد أفراد هذه الفرقة لن يتجاوز 50 مقاتلا.
في غضون ذلك أدان حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وعدة عواصم عالمية هذا الهجوم.
وأوضح ونيس الشارف أن حرس القنصلية أطلقوا النار على المحتجين ما زاد من غضبهم وترتب عليه اقتحام السفارة، مشيرا إلى عدم تكافؤ قوات الأمن الليبية من حيث التسليح مقارنة بالمسلحين الذين كانوا مجهزين بأسلحة ثقيلة.
وأشار ونيس الشارف، وكيل وزارة الداخلية الليبي، إلى ''وقوع اختراق أمني خطير لم نكن نتوقعه بعد نقل الرعايا الأمريكيين وتأمينهم في المرحلة الثانية في مقر قريب من القنصلية''، موضحاً أن ''كوماندوس مسلّح حضر إلى مقر القنصلية للاستطلاع وتوجّه بعد ذلك إلى المقر المؤمّن الذي خُصّص للرعايا الأمريكيين، وهو ما ترتب عليه قتل اثنين آخرين من الأمريكيين وجرح ما بين 12 إلى 14 آخرين''.
وفي السياق، حمّل الشارف القنصلية الأمريكية جزءا من المسؤولية عن الهجوم، وقال إن ''القنصلية لم تقم بسحب موظفيها أو تأمين وضعها، رغم التنبيهات التي أبلغت بها بأن هناك أشخاصا مسلّحين أمام مقرها''.
وأوضح الشارف أن حصيلة الهجوم بلغت 4 قتلى بينهم السفير ستيفنز، الذي تعرّف على جثّته (في الشارع) مترجم السفارة وهو مصري الجنسية، إضافة إلى إصابة أكثر من 12 شخصاً بجروح نقلوا جميعهم إلى طرابلس عن طريق الجو، مشيراً إلى أن 19 شخصاً من القوة الأمنية الليبية جرحوا خلال هذه الحادثة. وحسب المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا في وزارة الداخلية الليبية، عبد المؤمن الحر، فإن صواريخ من نوع ''آر بي جي'' أطلقت على القنصلية. وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن متظاهرين أزالوا العلم الأمريكي وأضرموا النار في القنصلية وأن صدامات جرت بين قوات الأمن ومسلحين وأن الطرق الموصلة إلى القنصلية قد أغلقت.
وكانت صحيفة ''قورينا الجديدة'' الليبية قد نقلت في وقت سابق عن أحد أفراد الجماعة التي تعرف باسم كتيبة ''أنصار الشريعة'' قوله إن هناك اشتباكات بالأسلحة دارت بين أفراد من كتيبة ''أنصار الشريعة'' وآخرين من إدارة العمليات التابعة لمديرية الأمن الوطني.
ووجهت تهمة قتل السفير الأمريكي إلى جماعة ''أنصار الشريعة''، كما وجهت أصابع الاتهام أيضا إلى تنظيم القاعدة الذي يعتقد أنه انتقم لمقتل رجله الثاني ''أبو يحيى الليبي'' بواسطة طائرة بدون طيار أمريكية في باكستان، خاصة وأن مقتل السفير الأمريكي تزامن مع الذكرى الـ11 لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، كما اتهمت وزارة الداخلية الليبية من أسمتهم ''بأزلام القذافي'' بالوقوف وراء هذا الهجوم ردا على استلام طرابلس لمدير المخابرات الليبي السابق عبد الله سنوسي. واتصلت ''الخبر'' بوزير الدفاع الليبي أسامة الجويلي قصد استفساره حول ملابسات الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، لكنه اعتذر عن تقديم أي تصريح، بينما قال قائد ميداني سابق في الثورة الليبية يدعى فوزي الصريكي لـ''الخبر'': ''هناك حالة استنفار في الجيش الوطني وقوات الأمن الليبية واتخذت احتياطات أمنية لحماية الممثليات الدبلوماسية في طرابلس وبنغازي''.
وقال الصريكي ''إن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا من شأنه التأثير على استقرار الوضع في ليبيا ولا يصب في مصلحة الشعب الليبي''.