دورة مجمع الفقه الإسلامي الدولي بوهران
انسحاب عالمين مصري وآخر قطري احتجاجا على الاستشهاد بكتاب يسّب الصحابة
انسحب أمس، عالم مصري وآخر قطري من جلسة لمناقشة عقوبة الإعدام في الإسلام بمجمع الفقه الإسلامي بمركز عقد المؤتمرات بوهران، احتجاجا على استشهاد عالم إيراني بكتاب معنون بـ"نهج البلاغة" والذي يقال أنّه يسّب الصحابة.
ولاتزال الخلافات وتبادل الاتهامات هي الطابع المميّز للدورة الـ20 لمجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي الذي تقرّر أنّه سيقرّب ما بين المذاهب ليخرج بمرجعية موحّدة للإفتاء في العالم الإسلامي! حيث انعقدت أمس، ورشة حول عقوبة الإعدام في الشرع الإسلامي، وكذا حقوق المسجون، وأثناء عرض مختلف البحوث والنقاش حولها، أثار عالم من إيران شيعي المذهب، حفيظة علماء السنّة بعد ما استشهد بكتاب قيل أنّه يسّب الصحابة رضوان الله عليهم، وكانت ردّة الفعل شديدة بنشوب بلبلة واسعة داخل القاعة، انسحب على إثرها عالمان أحدهما قطري والثاني مصري تعبيرا عن احتجاجهما، ويبدو منذ بداية أشغال المجمع أنّ التيّار لا يمّر بين علماء السنّة والشيعة رغم اتفاقهما في بعض الأمور منها المشاركة في دورة المجمع من أجل الخروج بمرجعية موحّدة، وطلب الإيراني المغضوب عليه من جانبه بالردّ على ما أمطر به من تهم، إلاّ أنّه منع من الكلام من قبل رئيس الجلسة تفاديا لحدوث تطوّرات أو ملاسنات، واكتفى هذا الأخير بقراءة جزء ممّا جاء من ردّ الإيراني في رسالة مكتوبة، مفادها نبذ الاختلافات وتجاوزها .
كما أكّد رئيس مجمع الفقه الإسلامي المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد على إصدار بيان لتجريم الاعتداء على الأنبياء والرسل. وعن عقوبة الإعدام في الفكر القانوني الإسلامي والفقه، قال متدخّلون أنّ الشرع الإسلامي يحمي حقوق الإنسان وحقوق المسجون من التعذيب والاضطهاد، قبل أن تنشط منظمات حقوق الإنسان في العالم في هذا الصدد، وذهب آخرون إلى تسييس عقوبة الإعدام من قبل الأنظمة التي تعمد إلى تطبيقها على معارضيها، وتساءل في اليوم الرابع من أشغال دورة المجمع عن جدوى التوصيات التي يخرج بها إن لم تطبق، مؤكّدين أنّ توصيات الدورات السابقة لم تلتزم بها الدول المشاركة.
جريدة الشروق الجزائرية