مفارقات سعودية؟!
الجمعة 21 سبتمبر 2012
يكتبها: سعد بوعقبة
السعودية سحبت سفيرها من مصر في عهد مرسي الإسلامي، لأن بعض المصريين تظاهروا أمام قنصلية السعودية في مصر، احتجاجا على اعتقال السعودية لمحام مصري في مطار جدة، بتهمة التجارة في الممنوعات.. ولكن السعودية لم تسحب سفيرها من الولايات المتحدة، بعد نشر الفيلم المسيء للرسول.! السعودية تقطع العلاقات حتى مع مصر التي تضم الأزهر الشريف، إذا أسيء إلى ديبلوماسييها.. ولكنها لا تفعل ذلك إذا أساءت أمريكا للرسول الكريم، الذي تستخدمه السعودية لقيادة العالم الإسلامي!
السعودية، أيضا، هدّدت المملكة المتحدة بتجميد العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، عندما تحدثت الصحافة البريطانية عن الرشوة التي منحت لبعض أمراء العربية السعودية في صفقة السلاح المسماة ''صفقة اليمامة''، لأن الحديث عن رشوة الأمراء فيه إساءة للمملكة.. أما الإساءة للرسول الأعظم، فلا يسيء للمملكة؟!
أحد العارفين بخبايا أمراء السعودية قال لي: إن حكام السعودية لا يعتبرون ما أنجزه الأمريكان من فيلم مسيء للرسول، فيه إساءة بالغة تتطلب موقفا منهم.. لأن أمراء السعودية لا يعتبرون الحديث عن ''النساء'' إساءة للمسلم، حتى ولو كان مسلما مقدسا.!
أتذكر أن المرحوم محمد الشريف مساعدية قال لي في جلسة من الجلسات إنه جالس الراحل الملك فهد رحمه الله.. وأن خادم الحرمين كثير الحديث عن النساء.! وذكر لهم أن الحديث الشريف يقول: ''حبّبت إليّ من الدنيا ثلاث.. النساء والطيب.. وجعلت قرة عيني في الصلاة''. ولذلك، فالحديث عن النساء هو ممارسة منه للسنة.! وربما هذا هو ما يفسر لنا لماذا لم تتحرّك السعودية في موضوع الفيلم المسيء للرسول.. ولم يتحرّك القرضاوي أيضا ولا دول الخليج؟!
لا تنسوا، أيضا، أن اسم الملك فهد، رحمه الله، كتب على أكبر باب في الحرم المكي الشريف الذي يؤدي إلى الكعبة.. وهو أكبر من الباب الذي يحمل اسم النبي نفسه بكثير.!
ربما حصل هذا لأن الملك فهد في عهده أنجزت الإنجازات الإسلامية العظيمة، منها إنجاز ''حفر الباطن'' والقضاء على صدام.. وتوسعة الحرم المكي.. وإعلان القدس عاصمة إسرائيل.! وإنشاء الفضائيات السعودية الراقصة لنشر فكرة حب النساء في العالم العربي والإسلامي.! وإعلان السعودية مسؤوليتها عن الرخاء الإنساني، من خلال تخفيض أسعار البترول في منظمة الأبيك، باعتبارها أكبر منتج لهذه المادة!
منظمة المؤتمر الإسلامي تجتمع لنصرة الشعب السوري ضد الأسد.. ولا تجتمع لنصرة الشعب المسلم ضد عدوان أمريكا على رسول الإسلام.!
هذه المواصفات لا توجد إلا في حكام السعودية، وكذلك استحقت السعودية أن تقود العالم الإسلامي وحدها؟!
Bouakba.saad@elkhabar.comجريدة الخبر الجزائرية