نصف مرضى السرطان يعانون نوعاً ما من الاكتئاب
الحالة النفسية والمزاجية تتحكم في فرص النجاة من سرطان الثدي
رغم أن معرفة الإصابة بمرض سرطان الثدي تصيب المريضة بحزن شديد، إلا أن اللواتي يحافظن على حالتهن النفسية مرتفعة قد يعشن فترة أطول، بحسب ما أفادت دراسة حديثة.
فقد وجد الباحثون أن السيدات اللاتي يحافظن على حالة مزاجية جيدة بالرغم من بلوغهن مراحل متقدمة من المرض استمرت حياتهن أكثر من عامين في حين ساءت الحالة النفسية لغيرهن، كما أوضحت الدراسة التي استمرت عاماً كاملاً.
وتقول قائدة فريق البحث جانين جيس دافيس من جامعة كالغاري بكندا إن الإحباط قد يرهق الجسم بأكثر من طريقة تتصل بتطور مرض السرطان بدءاً من انخفاض المناعة إلى زيادة الالتهابات.
"وعندما تصبح هذه التغيرات الفسيولوجية حادة تبدأ في استنزاف مصادر الجسم ما يزيد من صعوبة شفاء المريض"، كما أوضحت جيس دافيس في إيميل لوكالة رويترز.
وقد أكدت دراسة سابقة أن أكثر من 50% من مرضى السرطان يعانون نوعاً ما من الاكتئاب, 38% من هذه الحالات قد تصل لمرحلة الاكتئاب الحاد. وتختلف معدلات الإصابة حسب نوع المرض ومكان نشوئه.
وفي الدراسة الحالية، قامت دافيس وزملاؤها بمتابعة حالة أكثر من 100 سيدة بسان فرانسيسكو ممن تعانين من سرطان الثدي الذي بدأ ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم.
واختار فريق البحث نصف عدد هذه السيدات بشكل عشوائي كي يخضعن لعلاج نفسي مرة بالأسبوع. وقد تلقت جميع السيدات أدوات تعليمية وسجلن أعراض الاكتئاب لديهن بعد مرور أربعة وثمانية و12 شهراً.
ووجد الباحثون أن حوالي نصف من قلت لديهن أعراض الاكتئاب في العام الأول قد عشن أكثر من أربعة أعوام ونصف بالمقارنة بعامين فقط لنصف من عانين من استفحال الأعراض.
كما تسبب تحسّن حالة الاكتئاب في زيادة فرص الحياة لـ14 عاماً بنسبة 68% من المريضات.
"لم تحدد هذه الدراسة علاجاً بعينه فربما يجتمع العلاج النفسي والعلاج الدوائي في التأثير في حالة المرضى". بحسب ما قالت دافيس معلقة، "الشيء الذي يعنينا هنا هو انخفاض أعراض مرض الاكتئاب بمرور الوقت لدى هؤلاء السيدات".
وربما يكون من المبكّر الجزم ما إذا كان الاكتئاب يمكن أن ينقص من العمر الافتراضي لمريض السرطان إلا أن هذه الدراسة تشير إلى أهمية إدراك الأطباء والمرضى وأسرهم بإمكانية الإصابة بالاكتئاب نتيجة للإصابة بمرض السرطان.
"بالطبع لا نستطيع أن نجعل مريضات سرطان الثدي يفكرون بشكل إيجابي. فمن الطبيعي أن يشعرن بالحزن والغضب والخوف".
"إلا أن الحديث عن تلك المخاوف قد يساعدهن وكذلك معرفتهن بضرورة التغلب على الشعور بالإحباط كوسيلة لتحسين حياتهن وعلاقاتهن الاجتماعية وقدرتهن على اتباع توصيات الأطباء المعالجين".