يتوجه اليوم 4 ملايين من الناخبين إلى صناديق الاقتراع في جنوب السودان للخيار بين البقاء في أحضان الوطن الأم أوالانفصال. ويشارك في الاستفتاء سكان الشمال من أصول جنوبية الذين سجلوا في قوائم الانتخابات في مكاتب خاصة في مدن الشمال. ووفقا لاتفاقيات 2005 الموقعة بين طرفي النزاع، يجري الاقتراع أمام أعين مراقبين دوليين ورقابة أمنية مشددة تفاديا لأي انزلاق. وأعلن الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، نهاية الامتيازات، التي كان يتمتع بها الجنوبيون في الشمال، في حالة اتخاذ قرار الانفصال في الاستفتاء الذي يُجري اليوم في الجنوب. وصرح في حوار خاص بقناة ''الجزيرة''، أنه سيتم تسريح الجنوبيين من الخدمة وسيستفدون بجميع حقوقهم، موضحا أنهم كانوا يشغلون نسبة من الوظائف، في حدود 20 بالمائة، التي ستعود لسكان الشمال. وأكد أن الجنوبيين سيصبحون أجانب في الشمال بعد الانفصال. وبالرغم من أنه التزم بتوفير الأمن لهؤلاء إلا أن عملية النزوح ستفلت من يده لتبدأ من الشمال إلى الجنوب وفي الاتجاه المعاكس، مباشرة بعد الانفصال. وقد يتكرّر سيناريو كالكوتا الهندية بعد انفصال باكستان عن الهند والأحداث الدامية التي رافقته.
من جانب آخر، لم يستبعد البشير وقوع حرب، مثل تلك التي تجري الآن في العراق وأفغانستان، في منطقة أبيي التي توجد بها منابع الطاقة. فيما يقول البشير أنه ملتزم بالاتفاقية، التي تعلو على القوانين والدستور، كما قال، ويحذر من إجراء يقوم به أحد الطرفين، من المسيرية العربية ودنكانوك المسيحية.
وفي نفس السياق اتهم الحركة الشعبية بشن حملة من أجل الانفصال، وقد التزمت كل الأطراف الحياد وترك الناخبون للتعبير الحر عن مواقفهم. هذا وأعلن مصدر عسكري سوداني أمس، عن مقتل أربعة أشخاص في هجوم شنته مجموعة مسلحة على رتل عسكري في المنطقة البترولية. أما فيما يتعلق بتطبيع الجنوبيين مع الكيان الصهيوني فاعتبر البشيـر أن الأمر لا يهمه، إلا في حالة تشكيل مخاطر على بلده. وقتئذ سيكون له موقف من ذلك.