جلالته يزور الرصيفة ويوعز بتحسين الخدمات ومعالجة المشكلات البيئية
الرصيفة-بترا- صالح الدعجة - زار جلالة الملك عبدالله الثاني امس الأربعاء لواء الرصيفة في محافظة الزرقاء والتقى أعضاء المجلس الاستشاري ونواب اللواء، وأطلع على أبرز احتياجات ومطالب اللواء في قطاعات التعليم والصحة والبيئة والمياه والشباب، والمشروعات الخدمية التي من شأنها الإسهام في تحسين ظروف أبنائه المعيشية.
واحتشد الآلاف من أبناء اللواء في ساحات المدينة وشوارعها وعلى جانبي الطريق الذي سلكه الموكب الملكي لاستقبال جلالة الملك، حيث ازدانت الشوارع بصور جلالته وبيافطات ترحب بقدومه.
وقال جلالة الملك إن تخفيف الأعباء عن المواطنين هو الهدف الذي يجب تكريس جهود الجميع من أجل تحقيقه، مؤكدا أن العمل المتكامل بين جميع مؤسسات الدولة، حكومة وأعيانا ونوابا، وبروح الفريق الواحد سيمكّن الأردن من تجاوز جميع التحديات.
وأضاف جلالته، خلال اللقاء «لا يمر يوم لا أفكر فيه كيف نخفف الأعباء على أهلنا هنا في الرصيفة، وفي جميع أنحاء المملكة، نحن كلنا معا من أجل تحقيق ذلك، ونعمل ليلا ونهارا من أجل تخفيف الأعباء عنكم إن شاء الله، وستكون الأيام المقبلة أفضل».
وأكد جلالته ارتياحه لعلاقة التعاون القائمة بين الحكومة ومجلس النواب، مشددا على أن هذا التعاون والعمل فريقا واحدا وتحديد الأولويات يدعو إلى التفاؤل حول القدرة على التصدي للتحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة، والتي هي جزء من الصعوبات الاقتصادية العالمية.
وقال جلالته «أمامنا تحديات، ولكن يجب أن يعمل الجميع معا لمواجهتها».
وأشار جلالته إلى الصعوبات التي يواجهها سكان لواء الرصيفة لناحية التلوث البيئي، ونقص الخدمات وكثافة السكان، مشددا جلالته على ضرورة استمرار العمل ووضع خطط وبرامج فورية وطويلة المدى لتحسين الأوضاع في الرصيفة.
ووجه جلالته خلال اللقاء المسؤولين في الديوان الملكي الهاشمي أن يقوموا بإجراءات فورية لتحسين الأوضاع المتعلقة بالصحة في الرصيفة، من خلال تطوير المراكز الصحية العاملة في المنطقة وبناء مركز صحي جديد.
كما أصدر جلالته توجيهاته لبناء مدرسة جديدة ومرافق للشباب في المنطقة بأسرع وقت ممكن.
وأوعز جلالته للحكومة خلال اللقاء، الإسراع في معالجة المشكلات البيئية في الرصيفة، خصوصا مشكلة تلال الفوسفات، مشددا جلالته على ضرورة البدء في العمل على تحسين جميع الأوضاع الخدمية والبنية التحتية في الرصيفة بالسرعة الممكنة.
الرفاعي
من جهته أشار رئيس الوزراء سمير الرفاعي إلى الخطوات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة للحد من ارتفاع الأسعار وضبط الأسواق، مشددا على ان جميع برامج الحكومة تستهدف تحسين حياة الموطنين ودعم الطبقة الفقيرة والوسطى.
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه أبناء الرصيفة أكد الرفاعي ان الحكومة بصورة هذه التحديات خصوصا تلك المتعلقة بالجوانب البيئية والخدمات الصحية والتعليمية وستعمل على إيجاد حلول فورية لمعالجتها.
وأشار الرفاعي إلى الانتهاء من إعداد المخطط الشمولي للواء الرصيفة وان الحكومة ستدعم البلدية بمبلغ3ر1 مليون دينار لإنشاء منطقة حرفية وإقامة مشروعات استثمارية للبلدية مثلما سيتم البدء بتنفيذ جسر لربط شمال المدينة بجنوبها للحد من المشكلات المرورية.
وفيما يتصل بالواقع الصحي أكد الرفاعي، ان الحكومة ستقوم باستحداث وحدة غسيل كلى بسعة8 أسرة في مستشفى الأمير فيصل وتطوير الجانب التدريبي الذي يقدمه لكلية رفيدة ومعهد المهن الطبية.
وأشار الى انه سيتم توسعة قسمي النسائية والأطفال في المستشفى وسيقوم باستقبال المرضى اعتبارا من الشهر المقبل، فضلا عن توسعة وتحديث قسم الإسعاف والطوارئ.
وبخصوص واقع الخدمات التعليمية اشار الرفاعي، الى انه سيتم انشاء مدرسة ثانوية جديدة واجراء صيانة وتوسعة للعديد من المدارس بكلفة3 ملايين دينار.
وبين ان العمل يجري حاليا على تجهيز مركزين مستأجرين للشباب وأخر للشابات سيتم افتتاحها هذا العام مثلما سيتم رصد المخصصات الأزمة في موازنة العام القادم لإنشاء مركزي شباب وشابات ومجمع رياضي متعدد الأغراض لخدمة أبناء اللواء وبكلفة 2ر1 مليون دينار.
واشار الرفاعي الى الحكومة تعمل على تنفيذ مشروع إعادة تأهيل شبكات المياه القديمة في منطقة ألرصيفه بقيمة5ر5 مليون دينار، ويتوقع الانتهاء من أعمال التنفيذ العام المقبل مثلما يتم العمل على تأهيل شبكات وأنظمة المياه وتقليل الفاقد من المياه في الزرقاء والرصيفه بكلفة تقدر بـ70 مليون دينار عبر مشروع ينفذ خلال الفترة من2011 إلى 2016، موضحا ان تحسين خدمات شبكات الصرف الصحي في محافظة الزرقاء سينفذ بالتوازي مع المشرع السابق وبكلفه تقديرية تبلغ41 مليون دينار.
وفيما يتصل بقطاع التنمية الاجتماعية وشؤون المرأة، أشار رئيس الوزراء الى انه تم رصد مبلغ مبلغ6ر1 دينار لتنفيذ مشروع مركز مجتمعي متكامل للأنشطة الرياضية ومركز آخر بكلفة500 الف دينار.
ولفت الرفاعي إلى ان الحكومة تدعم المراكز التي تعنى بشؤون الأشخاص المعوقين، وشؤون الأحداث والحماية والرعاية، مشيرا الى انه تم تقديم4746 معونة نقدية بكلفة2ر4 مليون وسيتم زيادتها في2011.
وأشار إلى ان الحكومة تشرف على41 جمعية خيرية في اللواء، منها8 جمعيات نسائية وسيتم دعمها بـ 200 الف دينار أيضا، هذه السنة.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر سيادة الشريف فواز زبن عبدالله، ونائب رئيس الوزراء وزير دولة أيمن الصفدي ومحافظ الزرقاء سامح المجالي.
وعرض النواب وأعضاء المجلس الاستشاري في اللواء مطالب واحتياجات الرصيفة والتي تمثلت بإيجاد حلول جذرية للمشاكل البيئية في اللواء وإقامة عدد من المشروعات الخدمية ومشروعات البنى التحتية وتلبية احتياجات القطاعات المختلفة في اللواء.
من جهته عرض رئيس بلدية الرصيفة موسى السعد ابرز احتياجات البلدية والتي تضمنت توفير آليات النظافة وإقامة قرية حضرية وإعادة تأهيل الجسر الموصل بين شمال المدينة وجنوبها وإيجاد حلول مناسبة لموقع مناجم شركة الفوسفات.
وتناول النائب مرزوق الدعجة أهم مطالب اللواء في القطاع الصحي حيث دعا إلى زيادة عدد الاسرة في مستشفى فيصل وتحويله إلى مستشفى تدريبي وإضافة وحدة غسيل الكلى للمستشفى وإنشاء مركز للإسعاف والطوارئ في مخيم حطين ومركز صحي شامل في منطقة عوجان الجنوبي.
وطالب النائب الدعجة بإعادة النظر في موضوع رهن الأراضي المفوضة للمواطنين وإعادة تفويض الأراضي التابعة لمناجم الفوسفات وإقامة حدائق وملاعب في بعضها إضافة إلى إقامة سكن للأسر العفيفة واستكمال فرز أراضي اللواء.
النائب محمد الظهراوي طالب بتخصيص عدد من المقاعد الجامعية لأبناء اللواء وحصر التوظيف داخل اللواء بأبنائه، داعيا إلى إنشاء مدينة رياضية واعادة تاهيل عدد من الملاعب القائمة لخدمة قطاع الشباب.
وفي مجال الخدمات الاجتماعية طالبت النائب ردينه العطى، بتوفير الكوادر الوظيفية للمراكز الاجتماعية في اللواء ودعم الجمعيات الخيرية وإقامة مراكز للشباب والشابات إضافة إلى زيادة عدد المستفيدين من خدمات صندوق المعونة الوطنية ومساعدة بعض الأسر الفقيرة في إعادة تأهيل مساكنها.
وفي مجال التعليم طالب عضو المجلس الاستشاري عبطان الدعجة بإنشاء فرع لمدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز في الرصيفة وإنشاء صندوق لدعم الطلبة المبدعين والفقراء وإنشاء مدرستين حرفيتين للذكور والإناث إضافة إلى إنشاء مدرستين شاملتين في حي أبو صياح والحي الشمالي للمدينة.
رئيس غرفة تجارة الرصيفة محمود نوفل طالب بإقامة فرع مكتب للسجل التجاري في اللواء وإقامة صندوق لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة إضافة إلى تخصيص قطعة ارض للغرفة التجارية بهدف إقامة أسواق تجارية عليها.
وتحدث الشيخ عبد المجيد ابوسل عن أهمية الدعم الهاشمي للقضية الفلسطينية وتمسكهم بحق العودة وبالحل العادل للقضية الفلسطين الحبيبةية وفق مبادئ الشرعية الدولية مثمنا الأعمار الهاشمي المتواصل للمسجد الأقصى والدعم الموجه لأبناء غزة والضفة الغربية.
وثمن ابو سل المكارم الملكية في مخيم حطين والتي وفرت مختلف الخدمات التعليمية والصحية والبنى التحتية في المخيم مطالبا بسد النقص الحاصل في عدد الأئمة في المساجد.
وكان جلالة الملك استهل زيارته للواء الرصيفة، البالغ عدد سكانه نحو400 ألف نسمة، بزيارة مفاجئة إلى مدرسة القادسية الأساسية المختلطة، اطلع خلالها جلالته على واقع المدرسة المكونة من بناء مستأجر يضم9 غرف صفية ويدرس فيها240 طالبا وطالبة.
واستمع جلالته إلى شرح عن المدرسة التي تعاني من اكتظاظ الطلبة وتدنى مستوى البنية التحتية وسوء المرافق الصحية وعدم توفر المرافق الرياضية والساحات.
ويوجد في لواء الرصيفة81 مدرسة، منها28 تعمل بنظام الفترتين أي ما نسبته35بالمئة مقارنة مع النسبة العامة في المملكة والبالغة8 بالمئة، في حين يبلغ معدل عدد الطلبة في الغرفة الصفية الواحدة37 طالب مقارنة مع المملكة26 طالب.
كما تفقد جلالته مركز صحي الرشيد الأولي المكون من مبنى مستأجر من طابقين ويشتمل على تخصصات الطب العام والأسنان ويخدم نحو100 الف نسمة.
واطلع جلالة الملك خلال زيارته المفاجئة للمركز على واقع الخدمات الصحية التي يقدمها للمواطنين.
يشار إلى ان المركز يعاني من نقص في الكوادر الطبية وعدم توفر جهاز أشعة، إذ يقوم عليه كادر مكون من طبيبين عامين وطبيب أسنان واحد، ويراجع المركز يوميا بحدود200 مواطن مريض من سكان المنطقة.