كتب روبرت فيسك أن لبنان يعيش حالة انتقالية وأن اغتيال رفيق الحريري يطارد الدولة كما أن استهداف حزب الله يمكن أن يشكل أزمة جديدة.
وأشار فيسك إلى أن الجنود منتشرون في وديان وجبال وشوارع بيروت بأعداد ضخمة، وتساءل ما إذا كانوا سيحررون القدس أو أنهم سيدمرون كل الدكتاتوريات العربية. وقال إنهم من المفترض أن يمنعوا لبنان من الانزلاق إلى حرب أهلية بعدما تنامى إلى الأسماع أن المحكمة الأممية ستتهم أفرادا من حزب الله بقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وقال إن أميركا وفرنسا وبريطانيا تطالب بأن تعلن المحكمة أسماء المتهمين. وهذا ما يثير الغرابة لأنه في عام 2005 عندما قتل الحريري اعتقد الجميع وقتها أن الجهات الأمنية السورية التابعة لحزب البعث السوري هي التي قتلته. وهذا ما يعتقده فيسك حتى الآن. لكن الجديد الذي يتم إبلاغنا به الآن هو أن حزب الله هو الذي سيتهم.
ونوه فيسك إلى أن اللوم يجب أن يقع على حزب الله وعلى رئيس الوزراء سعد الحريري الذي فقد منصبه.
وأشار إلى ما يعتقده كثيرون بأن لبنان سينزلق الآن إلى حرب أهلية مشابهة للصراع الأخوي الذي حدث بين عامي 1976 و1980. لكنه شكك في أن جيل اللبنانيين الجديد الذي تعلم في الخارج وعاد إلى البلد سيتحمل إراقة دم آبائه وأجداده.
وقال إن مشكلة لبنان هي أنه لكي يصير دولة حديثة فإنه يجب أن يكون دولة غير دينية. وهذا ما لا يمكن أن يكون لأن هوية البلد طائفية، وهذه هي مأساته.
"
حزب الله ارتكب أخطاء كثيرة. فزعيمه حسن نصر الله يتحدث في التلفاز وكأنه الرئيس، وهو يود حربا أخرى مع إسرائيل تنتهي بنصر إلهي مشابه لما انتهت إليه حربه الأخيرة -حسب زعمه- ضد الكيان الصهيوني في 2006
"
روبرت فيسك/إندبندنت
فشيعة لبنان، الذين يمثلهم حزب الله، ربما تكون نسبتهم 40% من السكان، والمسيحيون أقلية. وإذا كان للبنان مستقبل فإنه سيكون في الوقت المناسب بلدا مسلما شيعيا. وقد لا نحبذ ذلك وقد لا يحبذ الغرب ذلك، لكنها الحقيقة. ومع ذلك فإن حزب الله لا يريد أن يدير لبنان. وقد قال مرارا وتكرارا إنه لا يريد جمهورية إسلامية، وهذا ما يقبله معظم اللبنانيين.
وأضاف فيسك أن حزب الله ارتكب أخطاء كثيرة، فزعيمه حسن نصر الله يتحدث في التلفاز وكأنه الرئيس، وهو يود حربا أخرى مع إسرائيل تنتهي بنصر إلهي مشابه لما انتهت إليه حربه الأخيرة -حسب زعمه- ضد الكيان الصهيوني في 2006.
وقال إنه يخشى أن الالكيان الصهيونييين يرغبون في حرب أخرى أيضا. لكن جموع اللبنانيين يفضلون أن لا يحدث ذلك. لكنهم يُدفعون أكثر فأكثر إلى حرب أخرى يبدو أن أصدقاء لبنان المزعومين يريدونها. فالأميركيون والبريطانيون يودون أذية إيران. ولهذا السبب يودون أن يُلام حزب الله على مقتل الحريري وعلى سقوط الحكومة اللبنانية.
وصحيح تماما أن حزب الله يريد إسقاط هذه الحكومة. وبالتخلص منها والتخلص من مجلس وزرائها يكون قد كسر قواعد اتفاق الدوحة التي نصت على ضرورة عدم الإضرار بالحكومة والأجهزة الأمنية اللبنانية.
وهو بالتالي يمحو الحل العربي للغز الطائفية اللبنانية وما يحول لبنان، بمساعدة حلفائه المسيحيين، إلى دولة مذعورة. ولا عجب أن الطرقات خلت أمس من السائقين وكلنا في حالة خوف.
لكن فيسك يعتقد أن الدولة اللبنانية قد نضجت حيث لاحظ أن الزعيم المسيحي لحزب القوات اللبنانية سمير جعجع وضع صورة جديدة على واجهة مقر الحزب وكان يرتدي لباسا مدنيا واعتبر ذلك علامة جيدة.
الجزيرة نت