شهدت لندن اليوم السبت احتفالات ومظاهرات نظمتها الجالية التونسية في بريطانيا، بمناسبة ما وصفوه بالنصر التاريخي الكبير بإزاحة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي عن سدة الحكم.
وقد تجمع أبناء الجالية التونسية أمام سفارة بلادهم في لندن منذ الصباح وهم يحملون الأعلام التونسية، ورفعوا شعارات مثل "تونس حرة حرة، وبن علي بره بره".
واحتشد عشرات الشبان والشابات وهم ينشدون النشيد الوطني التونسي ويلوحون بالأعلام التونسية، فيما انطلقت سيارات نشطاء بريطانيين وهم يطلقون أبواق سياراتهم أمام السفارة التونسية.
وعلمت الجزيرة نت أنه تجري اتصالات مكثفة حاليا بين حركات المعارضة التونسية في بريطانيا وباقي بلدان أوروبا لتحديد يوم من أجل العودة الجماعية للمنفيين واللاجئين إلى تونس، فيما أعلن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي عودته القريبة.
وقال التونسي الطيب غيلوفي مدير مركز المنظور السياسي للدراسات والاستشارات في لندن، "إن تجمع اليوم فيه جانب من الفرحة العارمة برحيل الدكتاتور بن علي، وتأكيد للسلطة الجديدة القادمة أنه لا بد من أن تسير بنية صادقة في مسار الإصلاح وتطهير الإدارة التونسية وسياساتها من أنصار بن علي ثم من أعوانه السابقين".
غيلوفي: تجمع الجالية بلندن تأكيد للسلطة القادمة أنه لا بد من السير بنية صادقة (الجزيرة نت)
عدم رضا
وأشار إلى أن "أبناء الجالية التونسية المحتشدين اليوم غير راضين عن حضور فؤاد المبزع وعبد الله القلال في الإدارة الجديدة، حيث إنهما "معروفان تاريخيا بأنهما من المقربين لبن علي"، وتساءل: كيف يكون عبد الله القلال إصلاحيا وهو مطلوب في فرنسا بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية؟.
وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- "أن المتظاهرين اليوم يؤكدون أنه لا بد من تغيير حقيقي، وهم غير مطمئنين لوجود هذه العناصر التي كانت عنوانا لمرحلة قاسية ومدمرة في التاريخ التونسي".
وتابع "أن استلام الغنوشي للحكم يوم أمس ومن ثم تسليمه إلى رئيس البرلمان اليوم يعد دليلا على أن هذه السلطة في حالة ضعف جديد، ولا بد للجماهير من أن تواصل مسيرتها حتى تحقيق كامل المطالب، ولكي يتم قطع الطريق على عودة أساليب ورجال النظام السابق".
وحول صدى ثورة تونس على الواقع العربي، قال إن "كل التحليلات تقول إن الشرارة والثورة التي انطلقت من تونس هي بداية تحول في المنطقة العربية، وكثير من المحللين يتوقعون أن تكون مصر المحطة القادمة بسبب ثقلها وحضورها الإستراتيجي في المنطقة العربية".
المتظاهرون حملوا لافتات منددة بالرئيس التونسي المخلوع (الجزيرة نت)
أمنية تحققت
من جانبه عبر المنفي التونسي شكري مجوري -وهو إمام مسجد حي ماي فير بوسط لندن، ومدير معهد "قراءات"- عن فرحته التي قال إنها لا توصف، وإنه غير قادر على تصديق ما حصل في تونس.
وأضاف مجوري "أن هذه أمنية كنا نعدها من الأحلام ولكن قد تحقق النصر لهذا الشعب، وتحية لهذا الشعب العظيم الذي أعطى درسا لكل السياسيين والمفكرين وكل النخبة، والذي خرج عن بكرة أبيه ليرد الظلم الذي جثم على صدره أكثر من عشرين سنة".
ووصف مجوري ما حدث في تونس بأنه "يوم تاريخي ونقلة في تاريخ الأمة العربية، فهذا الشعب يسطر نقلة لهذه الأمة التي لا ترضى بهذا الظلم، وإن سكتت حينا من الدهر فإنها تنهض من جديد لتقلب الطاولة على الظالمين، ولتعيد لهذه الأمة كرامتها وإنسانيتها وحقوقها التي سلبت منها من قبل هذه الأنظمة المستبدة".