كشف وزيرالخارجية الفرنسي الأسبق رولان دوما، أسرارا كثيرة وخطيرة في كتابه الجريء «رولان دوما، لكمات وجروح». وقال دوما، من بين ما قاله، إن «إسرائيل تفعل ما تشاء في فرنسا، وإن الإسرائيليين يحركون الاستخبارات الفرنسية كما يحلوا لهم».
ودافع الوزير الفرنسي عن حق الجزائريين في محاسبة فرنسا على الجرائم التي ارتكبتها ضدهم وضد بلدهم، وطالب بضرورة إعادة الأرشيف الجزائري لهم. وربما أخطر ما كشفه «صديق القضايا العربية العادلة»، هو «موافقة الملك المغربي الراحل الحسن الثاني على جعل القدس عاصمة لإسرائيل».
ومن بين الأسرار التي جاءت بين دفتي الكتاب، هي أن «الأمريكيين قرروا فعلا قتل القذافي عبر قصفه بالطائرات في العام 1986». وأن فرنسا رفضت السماح لهم باستخدام مجالها الجوي لذلك. وقد شكر القذافي طويلا فرنسا على هذا الأمر، لأن تأخير وصول القاذفات الأمريكية لأكثر من 15 ساعة بسبب الرفض الفرنسي، مكَّنه من مغادرة المكان الذي قصفوه.
ويروي دوما جلساته الطويلة مع العقيد الذي ارتبط به بصداقة عميقة، حتى ولو أنه في بعض المرات كان يذهب إليه حاملا تهديدا بقصف القوات الليبية بسبب تدخلها في تشاد. واللافت هنا، هو سعي ميتران للدفاع عن المنطقة المسيحية من تشاد من دون الأخذ في الاعتبار المناطق المسلمة، كما كان يؤخر كثيرا استقبال القذافي رغم إلحاح الأخير بطلب اللقاء.
وفي توصيفه للثورات العربية الراهنة يقول دوما إن «ثورات تونس ومصر وليبيا، حتى لو أنها لم تكتمل بعد، هي أحد أكثر الأحداث أهمية التي عاصرتها منذ انتهاء الاستعمار وسقوط جدار برلين. إننا في بداية تحوّل عميق يطال حتى الدول الأكثر انغلاقا كاليمن، وإنني موافق على القول إن الآمر يتعلق بانتفاضة جيل الأنترنت ضد البؤس والفساد وليس بحلم أصولي».
ومع موافقته على هذا التوصيف للثورات العربية، إلا أن رولان دوما الخبير العريق في شؤون المنطقة، يقول إن «أحدا لا يستطيع القول اليوم إن مصر تدفع حاليا ثمن الذل الذي فرضته على الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال تساهلها مع الأمريكيين والإسرائيليين، إن هذا الإذلال لقي صداه عند كل الشعوب الشقيقة. وإن الانعكاسات على إسرائيل ستكون كبيرة جدا».