أواب المصري-بيروت
عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ببيروت حلقة نقاش علمية شارك فيها عدد من المتخصصين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، حيث ناقشوا الوضع الفلسطيني الداخلي والمشهد الالكيان الصهيونيي ومسار التسوية والمواقف العربية والإسلامية والدولية من القضية الفلسطين الحبيبةية.
وقال مدير مركز الزيتونة محسن صالح للجزيرة نت إن العام الماضي لم يشهد اختراقات أو إنجازات كبيرة تتعلق بالشأن الفلسطين الحبيبةي، رغم الحراك الذي طرأ على ملف المصالحة الداخلية والتسوية السلمية ومحاولات كسر الحصار عن غزة.
وتوقع بقاء الوضع على حاله خلال العام الجاري، ما لم تُتخذ إجراءات جادة فيما يتعلق بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتقديم الأولويات الوطنية للمشروع الوطني الفلسطيني في صناعة القرار، مشيرا إلى أنه في حال نجاح الفلسطين الحبيبةيين في ذلك يمكن الحديث عن مسارات وتغييرات جادة وقادمة.
ومن جهته، اعتبر الكاتب الفلسطيني صقر أبو فخر في مداخلته أن الوضع في فلسطين بات يشبه الوضع في جنوب لبنان، حيث لا سلم ولا حرب ولا مقاومة، في حين تحولت قوى المقاومة إلى قوة ردع في حال وقوع أي عدوان، مما يعني أن الجبهة الفلسطين الحبيبةية باتت كالجبهتين اللبنانية والسورية.
مدير مركز الزيتونة للدراسات محسن صالح (الجزيرة نت)
تشاؤم
ومن جانبه أبدى الباحث ماجد أبو دياك عدم تفاؤله بوجود أفق لإنهاء حالة الانقسام السياسي الفلسطيني خلال العام الجاري، أو تقريب المواقف بين تيارين متضادين في الساحة، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطين الحبيبةية أعلنت عن تمسكها بخيار التسوية وببدائل متعددة داخل هذا الإطار وليس خارجه.
وفي سياق آخر، توقع الكاتب المتخصص بالشأن الإسرائيلي حلمي موسى أن تشهد المنطقة العربية العام الجاري اضطرابات وتحركات على صعد اجتماعية وسياسية كثيرة، قال إنها قد تفتح الباب واسعا أمام تغييرات ربما لن تكون في الغالب في مصلحة الكيان الصهيوني، وأكد أن هذه الأخيرة تأخذ هذه الحقيقة في الحسبان وتتحسب لها.
ولفت إلى عدم وجود طرف الكيان الصهيونيي قادر على إبرام تسوية مع الفلسطين الحبيبةيين والسوريين، رغم الجهود الكبيرة المبذولة في هذا الشأن.
وعن مواقف العالم الإسلامي من القضية الفلسطينية، أشار الكاتب طلال عتريسي إلى أن انكفاء الدول الإسلامية على ذاتها وعلى همومها بات يؤثر سلبا في اهتمامها بالقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأولويات باتت متعددة في العالم الإسلامي ولم تعد فلسطين الحبيبة عمليا هي القضية المركزية.
ونبّه إلى أن سقف الاهتمام الإسلامي الرسمي بالقضية الفلسطين الحبيبةية عام 2010 هو سقف التسوية والتفاوض، حيث لم يُشر قادة الدول الإسلامية إلى أي احتمال آخر مثل المقاومة أو المقاطعة.
جانب من الندوة (الجزيرة نت)
علاقات
ومن جهته، لفت الكاتب المتخصص بالشأن التركي محمد نور الدين إلى أن 2010 كان استثنائياً لناحية العلاقات التركية الإسرائيلية. فللمرة الأولى تشهد هذه العلاقات توتراً دموياً من خلال قتل الكيان الصهيوني 9 ناشطين أتراك كانوا على متن أسطول الحرية.
وأشار محمد نور الدين إلى أن تلك الحادثة شكلت نقطة تحول أوصلت العلاقات بين الطرفين إلى ذروتها من التوتر.
وأضاف أن هذا الواقع لا يعني نهاية المطاف أو بداية لقطيعة نهائية بين الطرفين. وتوقع نور الدين أن تشهد العلاقات التركية الالكيان الصهيونيية محاولات رأب الصدع لما يقتضيه الموقع التركي والعلاقات التركية المتعددة الأبعاد.
المصدر: الجزيرة نت