أخطاء في كتابة الأسماء والألقاب تحرم أصحابها من حقوقهم الشرعية
26-07-2011 المدية: حكيم شاوش
شيخ في التسعين يحرم من منحة المجاهد وشاب لا يملك بطاقة تعريف
تستقبل أروقة المحاكم في تابلاط بالمدية، العديد من طلبات المواطنين المتعلقة بتصحيح ألقابهم أو أسمائهم أو أخطاء موجودة في تاريخ الميلاد، فضلا عن استخراج أحكام خاصة بتسجيل أحد الأسلاف كالجد أو تصحيح اسمه. وقد تكون هذه الأخطاء سببا مباشرا في حرمان الكثير من حقوقهم المشروعة.
تتكرر الكثير من هذه الحالات عبر قرى ومداشر تابلاط النائية، وقد وقفت ''الخبر'' على ما خلفه هذا المشكل من عواقب على الحياة اليومية لمواطنين بسطاء يعيشون على هامش الحياة في بقعة منسية على سفوح الجبال، كحال الشيخ ''سنيساوي عمر'' ذي91 سنة، مجاهد وابن شهيد وأخ لأربعة شهداء، وجد نفسه محروما من منحة المجاهدين بسبب خطأ في التسمية، كون والده سجل مرتين على مستوى مصالح الحالة المدنية بتابلاط وأصبح بذلك يحمل شهادتين للميلاد وبتواريخ مختلفة.
ورغم طرح ملفه على العدالة، إلا أن الوضعية بقيت على حالها ولم يتمكن من أخذ حقوقه بعد أن رُفض ملفه بسبب خطأ في التسمية، وبقي الملف حبيس الأدراج منذ أن تمت إعادة تكوينه ودفعه سنة .1997 وقد عاود أبناء الشيخ دفع ملف جديد سنة 2008 للاستفادة من منحة أبناء الشهداء التي كانت تستفيد منها والدته، لكن دون جدوى؛ حيث تم رفض الملف مجددا على مستوى الوزارة وطلب منه إجراء تصحيح شكلي، وهو الإجراء الذي لم يتمكن المجاهد من إتمامه على مدار السنوات الثلاث الماضية، لتبقى الأمور على حالها، حيث يعيش المسكين في منطقة رأس البور بقرية القداورية ببلدية تابلاط، في بيت يعود تاريخ إنجازه إلى الحقبة الاستعمارية في ظروف أقل ما يقال عنها إنها مأساوية. وتتكرر الكثير من الحالات المشابهة بالمنطقة، فهناك الكثير من الآباء والأجداد لا يملكون شهادات الميلاد، كون المنطقة التي يقيمون بها تقع في مكان معزول بأقصى أعالي تابلاط، كحال عائلة ''عباد'' الذي لا يستطيع أبناؤه الحصول على شهادة الجنسية، بسبب وجود خطأ في التسمية في شهادة ميلاد جده الذي سجل ''عبدات''، وهي أخطاء تتكرر بشكل ملفت للانتباه في منطقة تابلاط، وكانت السبب المباشر في حرمان الكثيرين من حقوقهم المدنية.