الخبير الصهيوني عاموس هارئيل، هو حاليا أشهر من يكتب في الصحف العبرية وخاصة هآرتس، وتقاريره الاستخباراتيه والعسكرية بفعل علاقاته مع الموساد توضع على مكتب رئيس الوزراء، خاصة كتاباته الأخيرة التي حملت عدوانية ودعوة لنسيان السلام مع الفلسطينيين نهائيا والانقضاض على سوريا وسجنها في حرب أهلية شبيهة لما يحدث في العراق وحتى ليبيا حاليا، ومن أشهر مقالاته "القوة الثالثة وانسوا السلام والجنرالات يخرجون من الخزانة".
هذا الخبير نسي هذه المرة الشأن الفلسطيني وعداءه الكبير لحركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، وأفرد للجزائر في موقع هآرتس تقريرا هو الأطول في تاريخ كتاباته، شفّر فيه عملا موساديا عن الجزائر، واعترف فيه أن اليد الاسرائيلية كانت موجودة، وأشار في بعض المقاطع إلى أن إسرائيل هي من خططت لفتنة الجزائر، واعتبر هاته الحروب الباطنية أو الضرب تحت الحزام المتركزة على زرع الفتنة، غير مجدية، لأنها أحيانا تجعل بعض الأمم أكثر قوة، كما يرى هو في الجزائريين، الذين يزداد كرههم للإسرائيليين من يوم إلى آخر، ولكنه ركز على ضرورة التفكير الجدي في الجزائر، لأن جيشها كما يقول تواق للحرب مع اسرائيل وشعبهم متشوق لفتيل الحرب مع الدولة العبرية، والجغرافيا لا معنى لها بالنسبة إليهم بدليل انهم حاولوا التطوع في حرب تموز مع حزب الله وكرروا إبداء رغبتهم في الحرب على غزة، وقال أن كل محاولات تحييد الجزائر عن الصراع القائم في الشرق الاوسط باءت بالفشل، وتكهن بأن تجد إسرائيل نفسها في حرب مباشرة مع هذا الشعب الذي وصفه بالعدو الأول للدولة العبرية.
إلى هنا كان التقرير عاديا، على شاكلة ما يقوم به هذا الخبير منذ قرابة الخمس سنوات مع الكثير من الدول، خاصة سوريا وإيران وتركيا، لكنه انتقل من طرح محتوى التقرير إلى تحليله وإعطاء رأيه في الجزائريين الذين وصفهم بالعدوانيين والمتوحشين والمستعدين للتحالف مع الشيطان لأجل محاربة إسرائيل، وصمتهم مخيف ونظامهم الحالي تحت سلطة الرئيس بوتفليقة لا يختلف عن الراحل هواري بومدين الذي كان يدعّم مصر دون تراجع، واعترف بأن الضربة الكبرى في حرب أكتوبر التي شهدت انتكاسة إسرائيلية، جاءت من الجزائر التي غامر وتشجّع طيرانها وحلّق فوق سماء تل ابيب، وهي المغامرة التي لم يجرؤ أي طيران عربي على اقترافها.
وراح يحلل نفسية الجزائريين بالقول أنه منذ عقود وهو يبحث عن سبب كراهية الجزائريين للإسرائيليين، وعلم بأن التركيبة النفسية والعقائدية للشعب الجزائري مختلفة تماما عن بقية الشعوب، وتكمن خطورتها في وحدتهم وإجماعهم على كره اليهود والإسرائيليين، ووصف حتى الشباب الذي يبدو أنيقا ومتحررا ومحبا للسلم من الجزائريين بكونه يُخفي تحت ملابسه رجلا متدينا اكثر تعصبا من حاخامات إسرائيل، تبقى الإشارة إلى أن التقرير هو تحليل لعمل طويل من الموساد.