بعد اكتفاء ذاتي في المادة وبحجة مكافحة المضاربة
الحكومة لا تستبعد استيراد البطاطا مجددا
الاثنين 10 سبتمبر 2012
الجزائر: ح. صواليلي
أعلنت الحكومة عن ارتقاب العودة إلى استيراد مادة البطاطا مجددا، بعد تأكيدها على تسجيل محصول جيد لسنة 2012 بمقدار 8,3 مليون طن وارتقاب تحقيق مستوى 4 ملايين طن في غضون 2013 و.2014 ويعتبر هذا التوجه المعلن عنه من قبل وزارة الفلاحة تناقضا، بالنظر إلى المساعي التي كانت ترمي إلى تحقيق مستوى من الاكتفاء الذاتي في العديد من المنتجات الفلاحية، وضبط السوق من خلال نظام ضبط المنتجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع (سيبرالاك) المتمثل في امتصاص الفائض من الإنتاج بهدف ضبط السوق وتوفير المنتوج طوال السنة. إلا أن نقائص عديدة حالت دون تحقيق النتاج المأمولة، منها نقص شبكة التوزيع وقنواته ومساحات التخزين والتبريد والمضاربة. وبرر وزير الفلاحة، السيد بن عيسى، أمس، في تصريح للقناة الثالثة، اللجوء إلى استيراد البطاطا، بمواجهة احتمالات نفاد المخزون ومكافحة المضاربة، معتبرا بأن الإجراء سيكون ظرفيا، حسب رأيه وألا يتجاوز 2 بالمائة من الإنتاج الحالي وستوكل إلى مستوردين معترف بهم. ويأتي هذا التوجه في وقت تم الإعلان، في جوان الماضي، عن محصول بطاطا معتبر بـ8,3 مليون طن مقابل 2,3 مليون طن في .2010
وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر تخصص كمعدل 100 ألف هكتار لزراعة البطاطا في الجزائر، سنويا، أو ما يعادل 27 بالمائة من المساحة الزراعية الإجمالية. وعرف القطاع نموا متواصلا إلى أن بلغ رقم أعماله 145 مليار دينار، في وقت يتراوح متوسط استهلاك الفرد الجزائري ما بين 58 إلى 60 كيلوغراما سنويا ما بين 2008 إلى 2010 وبلغ لأول مرة في الجزائر مستوى 100 كلغ مع سنتي 2011 و.2012 وتعتبر الجزائر من الدول الأكثر استهلاكا للبطاطا في القارة الإفريقية، الذي لا يتجاوز معدله 16 كلغ للفرد، بينما يقدر في أوروبا بـ90 كلغ للفرد الواحد و70 كلغ بالنسبة لأمريكا الشمالية. وواجه فرع البطاطا مرحلة صعبة هذه السنة، على خلفية الاضطرابات الجوية لشهر فيفري الماضي، التي أحدثت أزمة حادة في السوق وارتفاع الأسعار، رغم اللجوء إلى المخزون.
جريدة الخبر الجزائرية