انتقد السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، العمليات العسكرية الجارية في منطقة القبائل، وقال إنها عزلت المواطنين غذائيا وهاتفيا، وحرمتهم من الكهرباء، نافيا أن تكون المنطقة، مرتعا لـ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''.
قال كريم طابو في لقاء صحفي بمقر الأفافاس أمس، بأن ''الطبيعة الجغرافية لمنطقة القبائل تفند تواجد عناصر القاعدة، على اعتبار أن أي تحرك بين المداشر والبلديات يبدو مكشوفا''، موضحا ''لا نستطيع أن نمشي أكثـر من كيلومتر واحد دون أن نكون مراقبين ومكشوفين''، وانتقد ''تحويل منطقة الوسط إلى ناحية ممشطة أمنيا''. وقال ''المواطن في منطقة القبائل وفي الجزائر ككل، أصبح يعيش ''بسيكوز وتيهان'' بفعل السياسة الأمنية الطاغية.
واعتبر السكرتير الأول للأفافاس أن السياسة المنتهجة من قبل مصالح الأمن ''أرعبت المواطنين الذين تكيفوا قسرا مع اللا استقرار''. وأشار في اللقاء الذي عقده في أعقاب انتهاء أشغال الدورة الرابعة للمجلس الوطني للحزب، أن أعضاء المجلس ''يذكرون رئيس الجمهورية والمسؤولين الأمنيين بأن الجيش الوطني الشعبي وحده الجهة الأمنية المخولة بالبقاء في المنطقة''، وأضاف ''أصبحنا نعيش نظام الأندجينا.. مواطنون محاصرون في منطقة القبائل من جهة وأصوات تطبل وتهلل بإنجازات الرئيس من جهة أخرى''. فيما اعتبر المجلس الوطني، في توصياته، أن ''السلطة تخندقت في نهج سياسي أمني لا فائدة منه''.
واعتبر كريم طابو أن الخطاب الرسمي المتصل بمكافحة الفساد، يفقد معناه في ظل نظام منغلق لا يعترف بالرأي المخالف، ويرى المتحدث أنه ''لا يمكن لأحد أن ينكر خطوطا حمراء وضعت في سياق محاربة الفساد أمام الهيئات واللجان المكلفة بمكافحة الفساد''، موضحا ''هناك حواجز سياسية مستعصية على المسؤولين والولاة والوزراء والصحفيين لكشف الحقيقة''.
وفي سياق مخالف، نفى كريم طابو أن يكون الأفافاس متخوفا من أي خرجة لـ''ويكيلكس'' حوله، وقال ''لم نلتق لا مع الجنرال توفيق ولا مع نزار وليس لحزبنا خيوط مع هؤلاء''، منتقدا خوض شخصيات سياسية في ملفات مع أطراف في الداخل والخارج، كشفها موقع أسانج قائلا ''نأسف لسياسيين أصبحوا خدام المخابرات الداخلية والخارجية''، قبل أن يؤكد ''كل اللقاءات التي قمنا بها مع مختلف الجهات كانت علنا وكل الناس على اطلاع حولها''.