غول يرد على انتقادات ''تكتل الجزائر الخضراء''
''عهدتي ليست سجلا تجاريا أعطاه الشعب لكم''
الثلاثاء 25 سبتمبر 2012
الجزائر: ح. يس
رفض عمر غول رئيس حزب ''تجمع أمل الجزائر'' (تاج)، التجاوب مع طلب قيادات ''تكتل الجزائر الخضراء'' إرجاع العهدة النيابية التي فاز بها في انتخابات 10 ماي الماضي باسم التكتل. وقال إنه لا يجد أي حرج في فتح أبواب ''تاج'' لمناضلين منشقين من أحزاب أخرى ''لأننا لا نريد ممارسة الديكتاتورية على القناعات''.
وقال غول أمس بالعاصمة، في أول ندوة صحفية يعقدها كرئيس حزب، إنه ''طوى صفحة هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء''، يقصد الأحزاب الثلاثة التي خاض التشريعيات الماضية بعناوينها. وعن الانتقادات التي وجهت له من قادة التكتل، بعد استقالته من حمس كرد فعل على قرار عدم المشاركة في الحكومة، قال غول إن العهدة البرلمانية التي يطالبونه بإعادتها ''يمنحها الشعب الجزائري لمن يريد، وهي ليست سجلا تجاريا يعطى للأحزاب''.
وحول المناضلين وبعض القياديين في الأحزاب، الذين التحقوا بـ''تاج''، قال غول إنه يستغرب من يعتبر ذلك انتهازية. وشرح نظرته للأمر كما يلي ''هل نوصد أبوابنا في وجه من خرج من حزبه فنقول له لا تأتي إلينا؟!.. نحن لا نمارس الديكتاتورية على القناعات ولا أستسيغ احتكار المناضلين، فالحزب مبني على قناعات وعلى الديمقراطية''. وذكر غول أنه لا يجد أي غرابة في أن يغير مناضل في ''تاج''، قناعته بعد مرحلة من النضال فيلتحق بحزب آخر. وحرص رئيس ''تاج'' على التأكيد بـ''أن لا مكان لأي انتهازي في حزبنا، لسبب واحد هو أن القواعد التي بني عليها الحزب لا تترك مكانا للانتهازيين فيه''. ويرى أن ''الشيء الجميل في حزبنا أنه جمع الشتات وجمع ما قد يبدو للبعض بين المتناقضات، وهو ما يشبه إلى حد ما أول نوفمبر 1954، الذي استطاع أن يجمع بين التيارات الوطنية والإصلاحية واليسارية، التي كانت متناثـرة وتوحدت لما جاء نداء أول نوفمبر''. وكان هذا الوصف بمثابة رد على من يعتبر الحزب الجديد، ''خلطة هجينة'' إذ جمعت المتدين بالعلماني واليساري باليميني والإسلامي، وأرباب العمل مع النقابيين والأثـرياء مع محدودي الدخل.
وعاد غول إلى المؤتمر التأسيسي لـ''تاج'' الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي، فقال إنه كان ناجحا وإنه ''جمع كل الطاقات الحية في البلاد، وهذا أمر فريد في المشهد السياسي ببلادنا''. وانبثق عن الجلسات التي دامت ثلاثة أيام، مجلس وطني برئاسة الحبيب يوسفي رئيس الكنفدرالية العامة للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين. وعين عبد القادر عبد اللاوي نائبا له، وهو إطار في حمس سابقا. أما أعضاء المكتب السياسي للحزب، فلم يعينهم الرئيس بعد. ويتوقع أن يكون التدافع شديدا من أجل العضوية فيه. وذكر غول أن وزراء سابقا وآخرين حاليا انخرطوا في حزبه، ولكنه رفض ذكر أسمائهم. أما عن موقفه من التعديل الدستوري الذي تعهد به رئيس الجمهورية، فقال غول إن إطارات من حزبه تشتغل على بلورة أفكار حول ما يراه ''تاج'' ضروريا في الدستور الذي لا يعرف أحد متى سيخضع للتعديل، كما لا أحد يمكنه الجزم بأنه سيمر على الاستفتاء.
جريدة الخبر الجزائرية