قاعات الانترنت لم تغلق والسهرة امتدت إلى الفجر
هكذا عاش الجزائريون ليلة هروب بن علي من تونس
2011.01.15
ناصر
كم عدد الجزائريين الذين زاروا تونس؟ كم عدد الأزواج الذين قضوا شهر العسل في مركبات تونس السياحية؟ كم عدد أصهار الجارة تونس؟ الأكيد أنهم بالملايين لأجل ذلك لم يحدث في تاريخ الجزائرالمعاصرة وأن اهتم المواطنون بشأن خارجي، كما فعلوا مع أحداث تونس، حيث تابعوا بكل فئاتهم الأحداث، وهللوا للنصر الذي حققه التونسيون، وعاشوا بأسماعهم وبأبصارهم وقلوبهم إلى أن بلغوا الحلقة الأخيرة مع سقوط البطل وانتصار الشعب.. الشروق خرجت إلى الشارع ليلة هروب زين العابدين بن علي، فكان هروبه متبوعا بهروب الناس إلى بيوتهم، الفراغ يرد بقوة "سكوت نحن الآن في تونس" كل المحلات كانت مغلقة إلا قاعات الأنترنت التي سهرت إلى غاية الفجر.. التونسيون مقتنعون بأن إسقاط رئيسهم تحقق بالثورة التكنولوجية التي تسمى الأنترنت، والجزائريون وضعوا أيديهم على كتف أشقائهم فكانت المنتديات جميعها جزائرية تونسية.
أما أمام شاشات التلفزيون فكالعادة كانت اليتيمة خارج الإطار، حيث قدمت مسلسلات مدبلجة سهرة الجمعة، وهي تعلم أن لا أحد يشاهدها بما في ذلك عمال التلفزيون، فلم يجد الجزائريون سوى بقية القنوات، وكانت كثيرة جدا، وأهمها كما جرت العادة الجزيرة والعربية، إضافة إلى قنوات فرنسية مثل آل سي إي وغيرها ..ليلة هروب الرئيس التونسي حدثت سهرة الجمعة لأجل ذلك لم يتحرج الجزائريون في السهر إلى الفجر، والدليل على ذلك أن شوارع المدن والقرى الجزائرية كانت شبه شاغرة طوال صباح أمس بعد أن قضى الجزائريون يوما أبيضا أمام شاشات التلفزيون يتابعون بجوارحهم ما يحدث لدى الجارة تونس..وحتى المتابعة الإعلامية التي قدمتها الشروق في عدد أمس وجدت صداها حيث نفذت الجريدة من الأكشاك.
حديث الجزائريين أمس كان بالكامل تونسي كان معجونا بالخوف وبالأمل من مستقبل البلد الأقرب إلى الجزائر، دراسة غربية قالت إنه لم يحصل في تاريخ العلاقات العربية العربية وأن كانت هناك علاقة قوية ومتينة ولم تتزعزع أبدا مثل التي كانت عبر العصور بين التونسيين والجزائريين، النساء يتحدثن عن الحلاقة المرأة التي كانت وراء "عظيم تونس" والأطفال يروون مشاهد الفضائيات، والرجال يقرؤون فنجان المستقبل.
ورغم تزامن الأحداث في تونس مع مباراة كرة اليد التي واجه فيها منتخبنا ضمن كأس العالم منتخب صربيا وخسر أمامه بهدف مؤلم وحيد، إلا أن الكثير من الجزائريين فرّطوا في لقاء منتخبنا، وعاشوا الحدث التونسي، كما أن لقاء منتخبنا الوطني في كرة القدم أمام المنتخب التونسي التحضيري لم يعد يشغل بال أحد ولا حتى الفرق الجزائرية التي تعيش راحة إجبارية مع تضييعها فرصة التحضير في المركبات السياحية والرياضية التونسية كما كان مقررا لها.