" الشروق " تمشّط المركز الحدودي ببوشبكة
عصابات تهاجم قوافل السيارات والشاحنات وتسطو على البضائع
2011.01.15
مبعوث " الشروق " إلى المركز الحدودي بتونس : بلقاسم دريد
المركبات الجزائرية عادت سالمة غانمة
بعد الخوف الكبير الذي انتاب عشرات التجار والناقلين الجزائريين والمقيمين، خاصة بولاية تبسة، وبعض ولايات الشرق الجزائري، حول مصير شاحناتهم التي نقلت بضائع أو من أجل جلب بضائع من تونس، عادت ليلة أول أمس، عشرات الشاحنات والسيارات الجزائرية سالمة من أي اعتداء، حيث كشف أحد التجار الجزائريين بأن "السلطات التونسية منعتنا في بداية الأمر بالتحرك ووضعوا مختلف مركباتنا بمواقف محروسة، خوفا من عمليات اعتداء محتملة بمختلف الطرقات خاصة بمنطقتي تالة والقصرين التونسيتين، ليتم بعد ذلك وبطريقة منظمة تسريح المركبات الجزائرية على شكل مواكب محروسة إلى غاية المراكز الحدودية الجزائرية دون أن تلحق أي مركبة سوء " .
أعمال سطو ونهب مبرمجة
وقد أقدم ليلة أول أمس، عشرات المواطنين التونسيين ومن مختلف الأعمار على مهاجمة مقر المركز الحدودي التونسي ببوشبكة التابع لبلدية فريانة بولاية القصرين، المقابل للمركز الحدودي الجزائري، حيث استولوا على عشرات المركبات الموقوفة بالمحشر والاستيلاء على مختلف البضائع التي تم حجزها خلال الأيام الماضية.
الشروق، تنقلت صباح أمس، إلى غاية المركز الحدودي ببوشبكة الجزائري، بولاية تبسة، وعلمنا من مصادر متطابقة بأن أكثر من مائة شخص تنقلوا من مختلف المناطق القريبة من المركز الحدودي خاصة القريبة منه كفريانة والقصرين، حيث حاصروا المركز عند الساعة التاسعة ليلا تقريبا، دون أن يجدوا أي مقاومة، حيث كانت وجهتهم بداية الأمر الحظيرة، حيث أخرجوا مختلف المركبات بحجة أن البعض منها - كما أكدوا لأقاربهم - ملكهم وتعرضت إلى الحجز من طرف رجال الجمارك، لتكون وجهة الغاضبين بعد ذلك المآرب والمخازن الممتلئة بمختلف البضائع حيث تم الاستيلاء عليها..
وقد شهدت المنطقة القريبة من المركز الحدودي الجزائري فوضى عارمة، ولحسن الحظ أن السلطات الجزائرية اتخذت احتياطاتها اللازمة حيث كانت بمحيط المركز العشرات من مركبات حرس الحدود ورجال الدرك الوطني الجزائري الذين قاموا بتأمين المركز الجزائري ومنعوا أي جزائري من الدخول إلى الأراضي التونسية، حيث وقع انفلات أمني كبير بالمركز التونسي البعيد بحوالي مئتي متر تقريبا، وقد أدلى بهذه الشهادات مجموعة من التونسيين الذين تحدثت إليهم الشروق على مقربة من خط التماس، كما أكد مجموعة من الجزائريين المقيمين قرب المركز بأنهم شاهدوا ليلة أول أمس، قوافل من الأشخاص، وهم يهاجمون المركز، وكل مهاجم من الشباب رجع محملا بما وجده أمامه، بل حتى الكلاب البوليسية التونسية التي كانت بالمركز تم تحويلها وإخراجها من المركز.
انهيار الدينار التونسي إلى 4 دج
ورغم ما واجهته الشروق من عراقيل بمركز الشرطة الحدودي ببوشبكة، فإنها ومن خلال معاينتها للوضع بالمركز أو خارجه لأكثر من ثلاث ساعات، لاحظت أن حركة التنقل بين الجزائر وتونس تكاد تنعدم باستثناء القليل جدا من التونسيين، الذين مروا من الجزائر نحو تونس في وضع يشوبه الخوف والحذر، كما أكد بعض العمال بالمركز بأن المركز الجزائري يعمل بصفة عادية، إلا أن الحركة تكاد تنعدم منذ يومين تقريبا، وفي حديثهم المطول، كشف بعض المواطنين الجزائريين المحاذين للمركز الحدودي أن كل شيء توقف، عدا بعض عمليات التهريب المعزولة والبعيدة نوعا ما عن المركز، خاصة بمناطق الفايجة وبودرياس وسيدي ظاهر، بل حتى العملة التونسية بدأت في التراجع كبير، وهي مرشحة مع مرور الأيام إلى الوصول إلى 4 آلاف دينار جزائري مقابل ألف دينار تونسي، وهو سقوط لم تعرفه العملة التونسية منذ الثمانينات.
ومن أجل الوقوف على واقع الشريط الحدودي في ظروف الأحداث المتتابعة التي تشهدها الجمهورية التونسية، لاحظت الشروق على طول الشريط الحدودي الجزائري، تعزيزات أمنية مشددة، حيث سيارات حرس الحدود في ذهاب وإياب عابرة مختلف المسالك والطرقات من الصعوبة بمكان تسلل أي شخص أو العبور.
كما أفاد مصدر موثوق أن وحدة من مكافحة الشغب التابعة للحرس الجمهوري الجزائري حطت قبل يومين بإقليم بلدية الحويجبات القريبة من المركز الحدودي، وهذا لمجابهة أي طارئ يحدث على مستوى المركز الحدودي ببوشبكة الذي هجره الناس والسياح، فالحركة قليلة جدا وعدد المتواجدين به يعدون على الأصابع، في وقت أنه وخلال الأشهر الماضية يتجاوز عدد العابرين منه الى3 و4 آلاف يوميا خاصة في موسم السياحة