قام رجال أمن كانوا في زي مدني بتفريق مظاهرة عفوية حاول أنصار حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض تنظيمها أمام مقر حزبهم للتعبير عن فرحتهم برحيل الرئيس المصري حسني مبارك. لكن قوات الأمن تدخلت وألقت القبض على ستة أشخاص كما أصيب عشرة آخرين بجروح طفيفة بحسب المتحدث باسم الحزب محسن بلعباس
وبدت شوارع العاصمة الجزائرية شبه خالية عشية المسيرة الاحتجاجية المقررة السبت بدعوة من التنسيقية الوطنية للديمقراطية والتغيير التي تضم عددا من الأحزاب السياسية معظمها من تيار اليسار ومنظمات المجتمع الدولي والنقابات الخاصة.
الشرطة انتشرت بكثافة غير مسبوقة في جميع شوارع العاصمة من دون استثناء وأمام المقرات الحكومية، و فرضت طوقا أمنيا على المبنى الرئيسي لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض الواقع في بلدية الأبيار ومقر الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان المتواجد في شارع ديدوش مراد وهو الشارع الرئيسي في العاصمة الجزائرية. كما انتشرت قوات مكافحة الشعب على جميع مفارق الطرق والمداخل المؤدية إلى العاصمة، وتمت السيطرة على كافة الساحات الشعبية مثل ساحة أول مايو/ أيار التي ستنطلق منها المسيرة وساحة الشهداء وساحة "بورسعيد" القريبة من مقر البرلمان الجزائري.
"نريد تنظيم مسيرة سلمية"
وأبدى خليل عبد المؤمن وهو الأمين العام للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان قلقه العميق من الانتشار الكثيف وغير المسبوق لرجال الأمن قائلا : سيصعب علينا تنظيم المسيرة غدا السبت لأنه من شبه المستحيل الوصول إلى مكان التجمع بساحة أول مايو، مضيفا أن الدولة نشرت أكثر من 20 ألف شرطي، لكن بعد لحظة تفكير عاد ليقول " نحن سنذهب إلى ساحة أول مايو ولا نخشى على حياتنا لأننا نريد تنظيم مسيرة سلمية". وتساءل خليل لماذا تترك الدولة الناس يتظاهرون سلميا في ولايات أخرى مثل تيزي وزو وبجاية وجيجل وترفض نفس المطلب عندما يتعلق الأمر بالعاصمة. هل هناك مدن جزائرية وأخرى غير جزائرية؟
"ما يهمني هو جمع أكبر قدر من المال"
وفي جولة قادتنا إلى أحياء شعبية مثل بلوزداد وباب الواد، لاحظنا لجوء عدد من المواطنين إلى المتاجر والأسواق المحلية للتزود بالمواد الغدائية الأولية خوفا من حدوث انفلات أو وقوع اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الأمن. وانقسمت أراء الشبان بشأن هذا النوع من التعبير السياسي.
فاطمة الزهراء مصورة لدى وكالة رويترز قالت إنها ضد تنظيم المظاهرة لأنه لا يوجد سبب حقيقي للقيام بمثل هذه الخطوة. وقالت" بالطبع لا نعيش حياة مثالية هنا في الجزائر، لكن أنا أرفض أن أشارك في مسيرة دعت إليها أحزاب سياسية صغيرة لا تمثل سوى قلة من الناس، مشيرة إلى أن بوتفليقة يقوم بكل ما في وسعه لتحسين وضع البلاد وإيجاد حلول للشباب.
"لماذا القضاء لا يحاسب الوزراء بالرغم أن القانون فوق الجميع"
سليمان شاب يبيع الهواتف النقالة في حي "بلفور" بالحراش يبلغ عمره 39 سنة يقطن في عمارة قديمة قرب ساحة أول مايو يرفض هو أيضا المشاركة في المسيرة لأنه لاعلاقة له بالسياسة. " لماذا أخرج في مسيرة لا تهمني، ما يهمني هو جمع أكبر قدر من المال والعيش حياة هانئة بعيدا عن مشاكل السياسة وتلك التي يخلقها العلمانيون مثل سعيد سعدي واتهم فضيل بومالة وهو عضو في التنسيقية الوطنية للديمقراطية والتغيير بتبديل مواقفه من مؤيد للنظام إلى معادي له". وقال " لماذا بومالة كان يمدح النظام عندما كان يعمل صحفي في التلفزيون الجزائري وينتقده اليوم، لماذا غير من مواقفه فجأة بعد أن استفاد هو أيضا منه"
طارق صحفي في قسم الرياضة بصحيفة الوطن يساند من جهته المسيرة لأنها تدعو إلى رفع الحصار عن الحريات الشخصية والأساسية ولأنها ترفع شعارات ضد الرشوة و"الحقرة". وانتقد ازدواجية المعايير في ما يخص مكافحة الرشوة إذ تساءل لماذا القضاء لا يحاسب الوزراء وكبار المسؤولين الذين نهبوا وسلبوا البلاد في حين يرمي في السجون شبان ذنبهم الوحيد التعبير عن أرائهم ورغبتهم في العيش مثل باقي شباب العالم، مشيرا إلى أن القانون يجب أن يكون فوق الجميع. ورغم مساندته المسيرة، إلا أن طارق لن ينضم إليها السبت لأنه سيبقى تحت تصرف صحيفته"