يرفعون شعار ''كل عطلة فيها خير''
جزائريون يعملون 48 دقيقة من أصل 8 ساعات في اليوم!
الثلاثاء 25 سبتمبر 2012
الجزائر: ص. بورويلة
توصّل باحثون من جامعة الجزائر، في خلاصة دراسة حول الوقت في حياة الموظف والعامل الجزائري، أن هذا الأخير ''ينفق'' أقل من 05 دقيقة في العمل المنتج، من أصل ثماني ساعات، مدة العمل اليومي التي يحددها قانون العمل.
يقول الأستاذ عمر عودية، من قسم علم الاجتماع بجامعة الجزائر، أن الجزائري يعمل 48 دقيقة في اليوم من أصل ثماني ساعات مخصصة للعمل.
ويستند الأستاذ عودية في ذلك على نتائج دراسة - لم تنشر بعد - حول الإنتاج الصناعي والأزمات الصناعية بالجزائر، أنجزها الدكتور عبد الرحمن بوزيدة سوسيولوجي من جامعة الجزائر. وأضاف عودية أنه في الوقت الذي يعتبر الوقت معيارا يقاس به تقدّم الشعوب والدول تبعا للمقولة الشهيرة ''حياة الأمم تقاس بالزمن''، فإن ''غالبية الجزائريين لا تعير اهتماما للوقت ويتفننون في إضاعته وبالتالي إضاعة فرص التنمية والتقدّم''.
ويشير عودية إلى أن كل المخططات التنموية في الجزائر بداية من المخطط الثلاثي الأول والخماسي وحتى مخططات البرنامج الرئاسي الأخيرة ''لا تحترم الوقت المحدد لإنجازها''. مضيفا بأنه لو أجرينا مقارنة مواعيد إنجاز المخططات عندنا نجد أننا نضيّع 90 بالمائة من الوقت المخصص لإنجاز مشاريع المخططات'' ليخلص إلى القول: ''نحن مجتمع لا يعرف سياسة البرمجة والتخطيط ولا نعرف كيف نسيّر وقتنا''.
وبعملية حسابية بسيطة يعمل الجزائري بمعدّل لا صلة له بالمقاييس العالمية، حيث لا تتجاوز مدة عمله الإنتاجي سقف الـ48 دقيقة من أصل 8 ساعات عمل يومية، وشعارهم في ذلك ''كل عطلة فيها خير'' أو ''واحد تقلّق مات'' وغيرها من الأمثلة السلبية التي يتبادلونها فيما بينهم.
مرد هذه الوضعية هو تمكن التهاون بالوقت لغياب الصرامة في العمل خاصة على مستوى المؤسسات العمومية بشكل خاص بما تضيع معه مصالح المواطنين الذين يحتاجون إلى خدمات مرافقها، مما حوّل الكثير من المواطنين إلى عمال كسالى.
وعندما تسأل أحدهم، لماذا تضيّع الوقت في أعمال لا علاقة لها بوظيفتك، لا يتردد عن الإجابة وبسرعة فائقة متحديا: ''نخدم قيس الزيت قيس الدقيق''..وهو حال السيدة ''م. حياة'' التي تعمل عونا إداريا في إحدى المؤسسات العمومية.
وتقول حياة في تبريرها لمقولتها: ''أقضي ثلاثة أرباع فترة عملي اليومية في التجول في صفحات مواقع الموضة على شبكة الانترنت، ولو كنت أتقاضى مرتبا محترما لأعطيت الكثير من وقتي للعمل، بعبارة أخرى أعطي القليل نظير القليل الذي أتقاضاه شهريا''.
في نفس السياق، جاءت شهادة شهيرة التي تعمل سكرتيرة بمؤسسة تجارية، حيث ترى بأنها لا تمكث في مكتبها أكثر من ساعتين، حيث تمضي باقي ساعات فترة العمل مع زميلاتها يتجاذبن أطراف الحديث أو تخرج لقضاء حاجاتها خارج المؤسسة.
وبالنسبة إلى السيد ''نذير.ش''، إطار بمؤسسة خاصة، فإن هناك فرق بين المؤسسات الخاصة والعمومية، حيث أن الأولى تفرض صرامة في العمل لا نجدها في الثانية، لكن ذلك لا يعني توفر الجدّية في القطاع الخاص ''بدليل أن لي زملاء لا تتجاوز ساعات إنتاجهم الحقيقية في العمل معدل الساعتين يوميا''.
جريدة الخبر الجزائرية