في البداية، كانت الأدوية المخصصة لعلاج السرطانات مصدر القلق الرئيسي على صحة القلب. لكن، ومع مر السنين، أضيف الى هذه الأدوية عدد، مقلق بدوره، من الأدوية التي لا تتأخر في الحاق الأذى بالقلب وشرايينه. هذا ما يفيدنا به الباحثون في قسم العلوم الصيدلانية، بجامعة لوزان السويسرية، الذين يربطون هذه الأدوية بمفعول "سام" على القلب.
ولا يتأتى هذا المفعول السام من الأدوية المضادة للسرطانات فحسب انما ينتج أيضاً عن الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية(المستعملة لعلاج مرض الايدز) وبعض أدوية المهدئات العصبية، التي يتعاطاها المرضى بنهم طوال سنوات لا تحصى ولا تعد، وبعض الأدوية المضادة للالتهابات اضافة الى فئة معينة من الأنتبيوتيك. صحيح أن منافع هكذا أدوية تتخطى المخاطر الوعائية القلبية. بيد أن الباحثين والأطباء السويسريين لا يقللون من مدى أضرارها.
على صعيد سويسرا، يبدأ الأطباء ترويج برامج من شأنها اعادة تقييم الوضع الصحي لأولئك الذين نجحوا في مواصلة العيش عقب اصابتهم بالسرطان. بالنسبة للفئات المرضية الأخرى، فان مثل هذه البرامج، البسيطة الفهم، ما زالت غائبة. في مطلق الأحوال، فان الوقاية المبكرة قادرة على تفادي الاصابة بأمراض القلب وما ينجم عنه من حرق للأموال، قد يتخطى، في أغلب الأحيان، قدرة الدفع الطبيعية لدى المواطنين.
ومع أن تسويق الأدوية، بمختلف أنواعها، يجب أن تستبقه اختبارات السمية، الا أن التداعيات الأخطر، على القلب وشرايينه، تبرز بعد سنوات طويلة. في تلك الأثناء، لا يمكن لأحد منع تسويق هذه الأدوية! ويكمن الحل الوحيد، وفق رأي الأطباء السويسريين، في استعمال واع ومسؤول لهذه الأدوية، يأخذ في الحسبان عوامل خطرها والسيرة الصحية لكل من يتعاطاها.