من الفرضيّة الى الواقعيّة
تستمر سرعة التقدّم العلمي نتيجة التطور التكنولوجي و التقني بالنمو سريعا, و هذا مؤشر كما يقول العلماء و المحللون العسكريون على قرب ظهور أنواع جديدة من الأسلحة في المستقبل القريب بما فيها أسلحة للدمار الشامل. في أواخر التسعينات, حذّر وزير الدفاع الروسي آنذاك ايغور سيرجييف خلال حديث له عن الموضوع قائلا: "انّ استعمال المبادئ الفيزيائية الجديدة لبناء و تصنيع أسلحة جديدة بتطبيقات على المستويين الاستراتيجي و التكتيكي يشكّل قفزة نوعيّة في تغيير و تطوير طرق الحرب و وسائلها".
الابادة الطبيعية التي قد تحصل بين آلاف الجنود المدجّجين بالسلاح نتيجة الأعمال العدوانية في ساحة القتال ستلتغي بشكل تدريجي نتيجة لاستخدام التقنية و العلم. فالأسلحة الحالية قد يتم استبدالها بمعدّات و أدوات قادرة على الحاق ضرر كامن في جسم الانسان عبر ضرب جهاز المناعة لديه و قدرة الصد, و كنتيجة لذلك, فانّ جسم الانسان قد يتلف بشكل نهائي او يصيبه الشلل لمدّة طويلة. من هذا المنطلق , فقد نشهد في المستقبل نتائج استخدام بعض أنواع اسلحة الدمار الشامل الافتراضية في السنوات و العقود القادمة. و عليه, فقد تستخدم تأثيرات بعض انواع الأسلحة الجديد هذه بشكل انتقائي و هكذا سيتمكن المهاجم من شل خصمه بشكل سريع و يخفّف أيضا من عدد القتلى في صفوفه, و يخلق هذا الظرف حوافز أكبر لتطوير هكذا انواع من الأسلحة مستقبلا.
الأسلحة الجيوفيزيائية
الاسلحة الجيوفيزيائية تعتمد بالأساس على التلاعب بالعمليات و التفاعلات التي تحصل في قشرة الأرض و في غطائها الغازي و السائل لاهداف عسكرية, و سيكون الغلاف الجوي الواقع على ارتفاع 10 الى 60 هو ذو أهميّة خاصة لهذا النوع من الحروب. بعد فترة قصيرة من نهاية الحرب العالمية الثانية عملت وزارة الدفاع الأمريكية على دراسة انتاج و توليد و محاكاة البرق, الهزّة الأرضيّة, و الاعصار و التلاعب بها في مشاريع Skyfire, Prime Argus, و Stormfury, لكنّ المعلومات المتوفّرة عن نتائج هذه الدراسات و الاختبارات نادرة و شحيحة جدا. لكن بالمقابل, هناك تقارير لتجارب قام بها الجيش الأمريكي في العام 1961 عندما تمّ القاء حوالي اكثر من 350 ألف ابرة معدنية بسماكة 2 سنتم و نشرها في الجو, و قد سبّبت هذه الأبر في السماء تغييرا دراماتيكيا في التوازن الحراري للجو. و يعتقد العلماء انّ هذه الأبر لربما كانت قادرة على التسبب بزلزال في ألاسكا و يعتقدون أنّهم قادرين على التسبب في انزلاق الشريط الساحلي لتشيلي الى المحيط.
لقد تمّ تجريب تقنيّة الأمطار الاصطناعيّة لاحداث موجات مديّة تجريبية في فيتنام, لقد أضاف الجيش الأمريكي مادة silver iodide في الغيوم المطريّة خلال الحرب الفيتناميّة للتسبب بحدوث فياضانات, تعطيل السدود و عرقلة حركة جنود العدو خاصّة فيما يتعلّق بالتجهيزات العسكرية الثقيلة.
هناك غابة من هوائيات 24 متر تمّ تركيبها في منطقة كاجونا بالقرب من أنكوراج, ألاسكا. الاسم الرسمي للمشروع هو "برنامج البحث السمعي النشيط العالي الذبذبة" (HAARP). وفقا لعدد من الخبراء, فانّ المنشأة لديها القدرة على زعزعة كل الاقتصاديات الوطنيّة من خلال التلاعب المناخي من دون معرفة العدو و ذلك بأقل كلفة ممكنة و بدون أي انخراط لأي لجنود و قوات مسلحة و جيوش في حرب تقليدية. يشرف و يموّل أبحاث هذا المشروع كل من سلاح الجو الأمريكي, البحرية الأمريكية و جامعة ألاسكا لفهم, تقليد, و السيطرة على العمليات الأينوسفوريّة التي قد تعدّل و تغيّر اداء أنظمة الاتصالات و المراقبة بالاضافة الى أنظمة الطقس و تلك التي باستطاعتها تعديل السلوك البشري.
أمّا ما يسمى بسلاح "الأوزون" فهو واحد من الأسلحة الجيوفيزيائية و هو مصّمم خصّصيا لاستخدام عدد من الوسائل التي من شأنها تعطيل و اتلاف طبقة الأوزون في سماء العدو. و من الممكن تحقيق ذلك عبر صواريخ تحمل "فريون", و يؤدي انفجار مثل هذه الصواريخ في طبقة الأوزون الى تحقيق عدد من الثقوب فيها و تسمح هكذا للأشعة الفوق بنفسجيّة للشمس بالاختراق الى سطح الأرض. و الأشعة الفوق بنفسجيّة ضارّة جدا بتركيبة خليّة الكائنات الحيّة خاصّة فيما يتعلّق بأنظمتها الوراثيّة أيضا. كنتيجة لذلك, فانّ حالات السرطان سترتفع بشكل كبير جدا و دراماتيكي كما انّ استنزاف الأوزون سيجلب تناقصا في درجات الحرارة بشكل أكبر و سيزيد من الرطوبة ممّا سيشكل خطرا خاصّة على المناطق الزراعيّة الغير مدعومة.
أسلحة النبض الكهرومغناطيسية
يعد سلاح الذبذبات اللاسلكية كما تمّ تقييمه مؤخرا بأنّه أحد أهم أسلحة الدمار الشامل العمليّة من الناحية التقنية. و يستطيع هذا السلاح الحاق الضرر بالانسان و عدد آخر من الأشياء و ذلك عبر استخدام نبض كهرومغناطيسي (EMP) قوي جدا. و قد تمّ رصد و ملاحظة تأثير النبض الكهرومغناطيسي أولا خلال الاختبارات الأوليّة للتفجير الجوي للأسلحة النووية من على ارتفاعات شاهقة, لكن الامر لم يتطلّب كثيرا من الوقت حتى يدرك العلماء فيما بعد أنّه يمكن الحصول على تأثيرا النبض الكهرومغناطيسي من خلال ذخائر أخرى من مصادر غير نووية في الأصل. و قد توصل الأكاديمي السوفيتي أندري ساخاروف الى تصميم "قنبلة كهرومغناطيسية" غير نووية في الخمسينيات, و قد عمل من خلال تصميمه على توظيف الحقل المغناطيسي للـ solenoid مضغوطا بانفجار المواد الكيميائية المتفجرة لانتاج تأثير نبض كهرومغناطيسي قوي جدا. و قد لعب فريق من العلماء الروس في روسيا بقيادة الأكاديمي فلاديمير فورتوف في معهد "الخصائص الحرارية للظروف القاسية" دورا مهما في دراسة سلاح النبض الكهرومغناطيسي و وسائل الوقاية منه. الدراسة ركّزت على وسائل التدمير للمعدّات و التجهيزات الكهربائية أو الالكترونية التي تشكّل بالأساس البنية التحتية للعديد من الدول. و مع انّ الاختصاصيين لا يعتبرون سلاح النبض الكهرومغناطيسي سلاحا قاتلا, الاّ انّهم يصنّفونها ضمن الفئات الاستراتيجية التي من الممكن أن تستخدم لسحق محطّات المعلومات و الاتصال و عقد النقل المعلوماتية لدى العدول.
و كما تمّ عرضه في الحملة الجويّة لعاصفة الصحراء في العام 1991, فانّ صواريخ كروز المحملّة برؤوس كهرومغناطيسية يمكن استعمالها بشكل فعّال لتعطيل شبكة وظائف و البنية التحتية لمعالجة المعلومات التابعة للعدو. لقد تمّ تعطيل كل الأجهزة الاكترونية التابعة لمركز التلفزيون العراقي بكامله في بغداد عبر مجرد قنبلة الكترونية واحدة تمّ القاؤها من قبل القوّة الجويّة الامريكية في خلال حملة 2003.
حاولت روسيا مؤخرا و جرّبت بنجاح ايجاد مولّدات ضغط يمكن أن تستعمل في تصنيع بندقيّة كهرومغناطيسية قادرة على اطلاق النار من مسافة عدّة مئات من المترات.
أسلحة الليزر
الليزر هو جهاز يولّد شعاعا ضيّقا و قوّيا من الضوء عبر استثارة الذرّات. و باستطاعة شعاع الليزر أ، يلحق الضرر بعدد مختلف من الأشياء و ذلك عبر تسخين مكونات المادة و تعريضها لدرجات حرارة عالية جدا ممّا يعرقل وظائف المكوّنات الحسّاسة للاجهزة العسكرية, يسبب العمى المؤقت أو الدائم للمجنّدين و يسبب حروقا حراريّة للجلد.
التحسينات المستمرة لأسحلة الليزر ستضمن من دون شك استعمالا أفضلا في ساحات القتال و تؤمّن مقتل عدد اكبر من مجنّدي العدو و تعطّل عددا اكبر من تجهيزاته أيضا. هناك عدد من التقارير التي تشير الى انّ الولايات المتّحدة طورّت بندقية ليزرية, و هي قادرة على قتل الجندي العدو على مسافة تصل الى 1.5 كلم.
الاختصاصيون في هذا المجال لديهم أسباب جيّدة للتأكيد على أهميّة أسلحة الليزر التي ستعلب دورا مهما في تطوير الشبكة الدفاعية الأمريكية المضادة للصواريخ على نطاق واسع العام 1996, و قد قامت الولايات المتّحدة أيضا بتطوير بندقية ليزر محمولة جوّا باستطاعتها تدمير صواريخ العدو خلال مرحلة الصعود, كما سيتم تركيب أجهزة ليزر أيضا على متن طائرات بوينج 747 التي ستكون في مهمات و دوريات جويّة في ارتفاع 10 الى 12 كلم و باستطاعتها الاحاطة بالهدف المطلوب و اصابته في غضون ثواني. و تنوي وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون بناء سرب من هذه الطائرات و عددها 7 في العام 2008.
الأسلحة الصوتيّة
التأثيرات الضارّة للأسلحة السمعيّة تنطبق على 3 ترددّات: الموجة تحت صوتيّة (تحت 20 هيرتس), تردّدات المدى المسموع (من 20 هيرتس الى 20 كيلوهرتس), الموجة فوق السمعيّة (فوق 20 كيلوهرتس). انّ هذا التصنيف بهذا الترتيب يتطابق ايضا مع التأثيرات التي يتركها كل منها على جسم الانسان. فالتردد المنخفض يزيد من المدى المسموع بشكل كبير مما يسبب ألما و عوارض سلبية أخرى على جسم الانسان. الذبذبات التحت صوتيّة تسبّب قلقا و رعبا لدى الانسان, و يعتقد بعض العلماء انّه لا يمكن للانسان ان ينجو من تأثير الانبعاثات القويّة التي تسبّب تعطيلا لوظائف بعض الاعضاء الرئيسية في الجسم و الاوعية الدمويّة.
وفقا للخبيرة الأمريكية جانيت موريس مديرة مجلس "الاستراتيجية العالمية" الأمريكي للأبحاث, فانّ الروس شاركوا في تطوير أسلحة سمعيّة أيضا و كانت النتائج "مذهلة جدا", فقد شاهدت خلال زيارتها لروسيا أداة عملية باستطاعتها تشكيل نبض تحت صوتي بقوة 10 هيرتس "بحجم كرة بايسبول" و كما قيل فانّ باستطاعة هذا السلاح اصابة جندي عدو على بعد مئات الأمتار من هذا السلاح بأضرار جسيمة. لكن و مع ذلك, فانّه ليس هناك من اجماع حول التأثيرات التي تتركها الأسلحة السمعيّة او الصوتيّة على جسم الانسان.
أسلحة اشعاعية اخرى
"الحارس الصامت" هو الاسم الرسمي لمشروع سلاح اشعاعي جديد يسعى الجيش الأمريكي الى انتاجه لوضعه قيد العمل خلال 3 سنوات فقط. السلاح الجديد عبارة عن عن شعاع يطلق حرارته بدون صوت ولا دليل بصري , و يولد لدى "العدو" شعورا بان ثيابه تحترق. و قد تمّ التوصل اليه ليكون بديلا من حيث وجهة الاستعمال عن الاسلحة و الذخائر المطاطية و لكن بمدى أطول يقدّر بمسافة 500 متر.
يحتاج هذا السلاح كما أوضح "قسم الأسلحة الغير قاتلة" في وزارة الدفاع الأمريكية الى صحن لاقط كبير يتم تثبيته على عربة من طراز "هامفي", ليقوم الهوائى بارسال موجات مغناطيسية كهربائية تولد احساسا بالحرارة لا يحتمل على جلد "العدو" مما يدفعه للتراجع دون ان يتسبب بجروح".
يستطيع هذا السلاح اختراق الالبسة و تسخين الجسم بطريقة قياسية الى 50 درجة مئوية, لكنّه غير مؤذي و لا يمكنه ان يؤثر على الأنسجة الداخلية و الأعضاء المنتجة في الجسم لانه لا يخترق الجسم اكثر من نصف ميليمتر. و الشعاع يمكن استخدامه بفعالية على بعد 15 مترا و500 متر على حد سواء، وهو ليس من انواع الليزر، فمصدر الطاقة يأتى من "جيروترون" تنبعث منه موجات مغنطيسية كهربائية بقوة كبيرة وبوتيرة عالية جدا.
كما و يختلف هذا السلاح عن أسلحة المايكروويف, فهو لا يعمل مثل المايكروويف الذى ينتج طاقة كبيرة جدا تدوم لفترة اطول وتؤدى الى درجات حرارة مرتفعة جدا. و تطلب اعداد هذا السلاح العمل لفترة اثنتى عشرة سنة وقد تمّ تسريع تطويره فى العام 2001 للسماح باستخدامه بسرعة على الارض في العراق و افغانستان بشكل أساسي.